Qatar Foundation 2022: THE YEAR IN REVIEW

March

الريادة في الاستدامة

على مدى سنوات عديدة، عملت مؤسسة قطر على توجيه منظومتها، وخبراتها، وقدراتها، وابتكاراتها، للجمع بين مختلف الجهات، لإطلاق العنان للأفكار والحلول لتصبح رائدة في مجال الاستدامة في قطر والمنطقة والعالم.

بناءً على هذا الإرث، أعلنت مؤسسة قطر في مارس عن إطلاق مركز "إرثنا – مركزٌ لمستقبل مستدام" وهو مركز سياسات غير ربحي يركز على الاستدامة في المدن الحارة والجافة، والطاقة المستدامة، والاستفادة مما تتمتع به المدينة التعليمية من إمكانات لاختبار أحدث التقنيات وتطبيقاتها المستدامة.

يهدف المركز إلى توجيه منظومة التعليم والبحوث والابتكار في مؤسسة قطر نحو إيجاد حلول تُعزز دور دولة قطر العالمي في وضع سياسات الاستدامة، وتكريس الرؤى والإمكانات الفريدة من نوعها التي تتمتع بها البلاد في هذا الصدد.

وفي كلمة ألقاها عند الإعلان عن افتتاح المركز خلال منتدى الدوحة، قال غونزالو كاسترو دي لا ماتا، المدير التنفيذي للمركز: "تقع دولة قطر في صميم التحديات العالمية في مجال مخاطر تغيّر المناخ وتحوّلات الطاقة، ما يمنحنا فرصة مناسبة ليكون لنا دور رائد في الحوار العالمي حول تعزيز السياسات المستدامة". وأضاف: "سيجمع مركز إرثنا الخبراء المحليين والدوليين داخل قطر ليُسهموا معًا في تصميم وتنفيذ الحلول التي يمكن تطبيقها في المجتمعات عبر العالم بأسره".

March

ابتكار الحلول في المُدن

جاء الإعلان عن إطلاق مركز "إرثنا"خلال ندوة ضمن منتدى الدوحة، ناقش خلالها عدد من الخبراء كيفية مساهمة المدن في الحلول المناخية. وتنصب مساعي مركز "إرثنا" على تكريس القيادة الفكرية في صُنع السياسات، وتحديد أولويات هذه السياسات وتعزيزها، وترسيخ الروابط بين مجالات التعليم والبحوث والصناعة، وتوسيع شبكات التعاون لمؤسسة قطر محليًا ودوليًا.

وخلال الندوة، بيّن سعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر بن أحمد بن علي آل ثاني، وزير البيئة والتغيّر المناخي؛ الإجراءات الملموسة التي اتخذتها دولة قطر للحد من انبعاثاتها وزيادة استدامتها.

بدوره أكّد مانويل بولجار فيدال، مدير الممارسات العالمية للمناخ والطاقة بالصندوق العالمي للطبيعة، أنه "على جميع المدن تطوير رؤيتها حيال صافي الانبعاثات الصفري، فهذه هي الخطوة الأولى". كذلك أطلقَ مُؤتمر القمة العالمية للابتكار في الرعاية الصحية "ويش"، مبادرة الصحة العالمية لمؤسسة قطر، جمعية "أصدقاء الصندوق العالمي – قطر". وبذلك تكون قطر أول دولة في الشرق الأوسط تنضم إلى شراكة دولية تتمثل مهمتها في القضاء على السل والملاريا وفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز.

وشهدت جلسة منتدى الدوحة، التي نظمها مؤتمر "ويش"، أيضًا تحذير مارك سوزمان، الرئيس التنفيذي لمؤسسة بيل وميليندا جيتس، من أن العالم "ما يزال غير مستعد بشكل جيد لمواجهة جائحة أخرى في المستقبل" رغم مروره بتجربة كوفيد-19.

March

التمكين من أجل البيئة

شهد شهر مارس احتفال المجتمعات في شتى أنحاء العالم باليوم العالمي لإعادة التدوير. واغتنمت مؤسسة قطر المناسبة للكشف عن خططها لإنشاء "جزيرة الاستدامة" وهو أول مركز لإعادة التدوير في قطر.

بالشراكة مع مجموعة شاطئ البحر، تجري أعمال تطوير هذه الجزيرة على قدم وساق، ومن المتوقع افتتاحها عام 2023 في المدينة التعليمية. وستتكوّن من حاويات شحن تبرعت بها شركة ملاحة، وسيتم تشغيلها جزئيًا بواسطة الألواح الشمسية.

ستنطلق جزيرة الاستدامة بستة مسارات لإعادة التدوير، إضافة إلى توفير مساحة لتثقيف أفراد المجتمع حول كيفية حماية البيئة. وتقول نوال السليطي، أخصائية استدامة في مؤسسة قطر: "ليس سرًا أن هناك فجوة في مجال إعادة التدوير في قطر، ونحن بحاجة إلى الإسهام في سدّ هذه الفجوة وتمكين المجتمع في هذا المجال، خاصة بين جيل الشباب، وتزويدهم بالأدوات اللازمة لتعزيز الوعي البيئي، ومن هنا جاءت فكرة جزيرة الاستدامة".

غير بعيد عن موقع جزيرة الاستدامة، بدأ متجر هدايا المدينة التعليمية التابع لمؤسسة قطر في بيع كمامات مستدامة من ابتكار شركة"ريس-بير" المحلية. تتميز هذه الكمامات بقدرتها على امتصاص الرطوبة، مما يجعلها أقل حاجة للغسيل، واستخدمت في صناعتها مضادات ميكروبات لا تسبب أي خطر على نظام المياه.

March

درسٌ في الرياضة

بعيدًا عن الملعب والفصول الدراسية، شجّع المعلمون في مدارس مؤسسة قطر طلبتهم على تنمية شغفهم برياضة كرة القدم، والاعتراف بقيمتها في مرحلة التعليم وحياتهم بشكل عام، من خلال دمج الأنشطة التي تركز على الرياضة في فصولهم الدراسية من خلال برنامج كرة القدم للمدارس (F4S).

في مارس 2022، أبرمت مؤسسة قطر ومؤسسة الجيل المبهر، مبادرة الإرث الإنساني والاجتماعي التابعة للجنة العليا للمشاريع والإرث، اتفاقية لإطلاق برنامج كرة القدم للمدارس (F4S) في قطر، التي يديرها الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وتهدف للإسهام في تعليم الأطفال وتزويدهم بالدعم والتمكين اللازم لتحقيق الازدهار، إلى جانب مساعي البرنامج في جعل هذه الرياضة في متناول الفتيان والفتيات عبر دمج أنشطة كرة القدم في الأنظمة التعليمية.

قبيل انطلاق بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™، شهدت دورات برنامج كرة القدم في مدارس مؤسسة قطر انضمام معلمين ومُدربين من قطر، ومن بلدان عدّة مثل لبنان، والجزائر، ومصر، وليبيا، والمغرب، وتونس، حيث تعلّموا كيفية تقديم البرنامج في مدارسهم واستخدامه لتثقيف الطلاب حول مختلف المهارات الحياتية. كما أوضح محمد صالح، معلم رياضة في أكاديمية العوسج في مؤسسة قطر، قائلًا: "لقد ساعد ذلك طلابنا على أن يصبحوا أكثر حماسًا تجاه كرة القدم، وكان لهذا تأثير إيجابي على قدراتهم البدنية والاجتماعية، وتحسين المهارات مثل الصبر والثقة والمصداقية".

March

بحوث مؤثرة

الهواء في ملاعب كرة القدم، إلى معالجة السكري وضمان حصول المرضى القطريين على الجرعة المناسبة من الدواء المناسب في الوقت المناسب، شهد شهر مارس تسليط الضوء على بعض الأبحاث التي تموّلها مؤسسة قطر.

قادت نتائج مشروع بحثي مموّل من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، إلى تطوير تقنية التبريد المستخدمة في استادات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 ™، بقيادة الدكتور سعود عبد الغني، أستاذ الهندسة الميكانيكية في جامعة قطر، المعروف أيضًا باسم الدكتور "كوول".

كما موّل الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي تجربة سريرية قادها خبير في وايل كورنيل للطب – قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر. وأظهرت هذه الدراسة إمكانية تراجع مستوى الإصابة بالسكري من النوع الثاني عبر تغيير نمط الحياة بشكل مكثف.

وقد حفّزت نتائج هذه التجربة مؤسسة حمد الطبية على إطلاق برنامج عكس مسار الإصابة بالسكري، وهو الأول من نوعه في المنطقة. إضافة إلى ما سبق، موّل الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي مشروعًا آخر قادته الدكتورة أمل رباعي، الباحثة في وايل كورنيل للطب – قطر. يدرس هذا المشروع، الذي يعد أكبر مشروع جينوميات دوائية من نوعه في قطر، كيف تؤثر جينات المواطنين القطريين على استجابتهم للدواء، الأمر الذي يساهم بشكل كبير في عملية تطوير علاجات دقيقة مخصصة لكلّ مريض بعينه.

March

قفزة نوعية في الفروسية

الرعاية الصحية الدقيقة ليست حكرًا على البشر، وهذا ما أظهره المركز الطبي البيطري للخيل، عضو مؤسسة قطر، في مارس من خلال إطلاقأول بنك حيوي للخيول في قطر.

يحمل البنك اسم "إنارة" ويركز على استخلاص الخلايا الجذعية من الخيول والاحتفاظ بها لمدة طويلة لأغراض علاجية، وتخزين عينات الحمض النووي والخلايا الجذعية والأنسجة، ويتيح لملاك الخيل إمكانية حفظ معلومات جينية هامة تتعلق بخيولهم، إضافة إلى الاحتفاظ بخلاياهم الجذعية للاستفادة منها مستقبلًا، حيث يتم استخلاص هذه العينات في مختبر الطب التجديدي بالمركز الطبي البيطري للخيل.

كما سيلعب هذا البنك الحيوي دورًا مهمًا في دعم البحوث التي تُسهم في تطوير الأدوية العلاجية والاختبارات الجينية والاستراتيجيات الصحية المفيدة للخيل.

تعليقًا على ذلك، قالت الدكتورة تاتانيا فيناردل، رئيس قسم التعليم والأبحاث بالمركز الطبي البيطري للخيل: "إطلاق إنارة هي خطوة هامة للمركز الطبي البيطري للخيل في مسيرته نحو الريادة في الطب البيطري التجديدي الخاص بالخيل على المستويين الدولي والإقليمي. كما سيعزز إنارة جودة علاجات الطب الدقيق ويساهم في تطوير مستوى صحة الخيل بشكل عام".

March

ثورةٌ في القراءة

احتفاءً بالتراث الثقافي والتعرّف على التاريخ الغني للأدب العربي، أطلقت "قطر تقرأ"، مبادرة مؤسسة قطر، حملة تحت عنوان "كتاب واحد، مجتمع واحد"، دعت المجتمع إلى الانغماس في تجربة قراءة مشتركة.

انطلقت الحملة بالتعاون مع وزارة الثقافة ومكتبة قطر الوطنية، وامتدت 21 يومًا، واختتمت بمهرجان استمر أربعة أيام، أتيحت خلاله الفرصة للمشاركين في الحملة للقاء والتفاعل ومناقشة قراءاتهم. وقد انطلقت الحملة مع كتاب كليلة ودمنة، وهو أحد أشهر الكتب في تاريخ الأدب العربي.

قالت فاطمة المالكي، مديرة مبادرة "قطر تقرأ": "تهدف هذه الحملة إلى إحداث ثورة في طريقة تفكيرنا عن الأدب العربي. ومن خلال إعادة اكتشاف الرموز الثقافية، فإننا نخلق تجربة مشتركة، ونشارك في نقاشات نشطة، ونطلق الإبداع. تهدف مبادرة قطر تقرأ إلى جمع أفراد المجتمع معًا من خلال مبادرات قراءة مختلفة ونأمل أن تكون هذه الحركة الوطنية هي البداية".

March

جوائز التميّز

خلال شهر مارس، وجدت الجوائز طريقها إلى عدد من أعضاء مجتمع مؤسسة قطر، بما فيهم 23 طالبًا ومعلمهم فازوا بجائزة التميز العلمي في دورتها الخامسة عشرة. كان من بين الفائزين فاطمة سعد المهندي، البالغة من العمر 14 عامًا، وهي طالبة في أكاديمية قطر - الخور وحائزة على الميدالية البلاتينية في فئة المدارس الإعدادية. وقد علّقت على إنجازها بالقول: "الجائزة شرف ووسام أتقلده، ودافع قوي لأخدم بلادي قطر، ومحفز كبير لي لأكمل مسيرة التميز في المستقبل".

في سياق منفصل، حازت سلسلة تعليمية سمعية بصرية تفاعلية أنتجها أعضاء هيئة التدريس والطلاب في جامعة نورثويسترن في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، على جائزة"ويبي"المرموقة. كما كانت منيرة الباكر، وهي طالبة في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، ضمن الفريق الذي فاز في فعالية هيلثكون 2022 بجائزة أفضل فكرة إبداعية عن حملة خطورة السجائر الإلكترونية.

إضافة إلى ذلك، حصدت مناظرات الدوحة، إحدى مبادرات مؤسسة قطر، تسع جوائز دولية عن محتواها الإعلامي الذي يركز على العدالة الاجتماعية، والذي شمل أفلامًا وثائقية تناولت محنة اللاجئين الأفغان، والروهينغا، وظروف عمل العمال المهاجرين في إيطاليا.

March

استكشاف اللغة العربية

انعكاسًا لدور مؤسسة قطر الرائد في صون اللغة العربية والحفاظ عليها، أطلقت إحدى الجامعات الشريكة لها، مشروعًا بحثيًا يتقصى ويحلل اللهجة القطرية وتنوعاتها من جيل إلى جيل.

بالإضافة إلى دراسة تطور اللهجة، يعمل مشروع جامعة كارنيجي ميلون في قطر الذي تُموله مؤسسة قطر، والذي يشمل أيضًا جامعة شريكة أخرى وهي جامعة جورجتاون في قطر، ومعهد الدوحة الدولي للأسرة، عضو مؤسسة قطر، على إنشاء أداة رقمية لاستكشاف طريقة النطق والاستخدامات، والتعبيرات اللغوية، بهدف المساعدة في الحفاظ على تعلّم اللغة العربية وتعزيزها في قطر.

كما نظمّت مناظرات قطر، عضو مؤسسة قطر، أول بطولة مناظرات واحد-ضد-واحد في قطر، مضيفة بذلك بُعدًا جديدًا إلى ممارسات الحوار وتقديم الحجج المنطقية باللغة العربية. بالتعاون مع منتدى التعاون الإسلامي للشباب، استقبلت كلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة،عضو مؤسسة قطر، حوالي 60 طالبًا محليًا ودوليًا لمناقشة دور "دبلوماسية كرة القدم" في دفع التغيير الاجتماعي، في أول نموذج دولي لمحاكاة عمل منظمة التعاون الإسلامي في قطر.

March

على مسار الابداع

من تعزيز الوصول إلى الأدب العربي الحديث، ودعم رؤية المؤسسات غير الربحية، وتسهيل إجراءات توصيل الأدوية، إلى ربط العاملين المستقلين وتوفير الأخبار القانونية وابتكار حلول التجارة الإلكترونية، قدّمت واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو مؤسسة قطر، دعمها لستّ شركات قطرية ناشئة جديدة في مجال التكنولوجيا.

وشكّلت المشاريع أحدث المستفيدين من صندوق تطوير المنتجات في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، الذي يشجع الشركات الناشئة المحلية والشركات الصغيرة والمتوسطة على تطوير منتجات وخدمات التكنولوجيا المتقدمة التي تلبي احتياجات السوق في قطر.

كما حظيت 12 شركة ناشئة بفرصة عرض أفكارها مباشرة أمام جمهور من رواد الأعمال والمستثمرين والخبراء التقنيين خلال يوم عرض المشاريع في الدورة 12 من برنامج تسريع تطوير المشاريع التكنولوجية "أكسيليريت" الشهير الذي تقدمه واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، ويتلقى خلاله المشاركون إرشادًا وتدريبًا لتسهيل وتسريع تحويل أفكاهم إلى مشاريع تجارية ملموسة.

وفقًا ليوسف الصالحي، المدير التنفيذي لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا: "في كل دورة من دورات برنامج تسريع تطوير المشاريع التكنولوجية أكسيليريت، نعمل على دعم المفكرين والمبدعين المبتكرين في مجال التكنولوجيا بالدولة، الذين يمكن أن يسهموا في تطوير بيئة ريادة الأعمال في قطر، وأن يساعدوا في تشكيل مستقبل التكنولوجيا والأعمال وحتى المجتمع نفسه، داخل الدولة وخارجها".