Qatar Foundation 2022: THE YEAR IN REVIEW

December

وطننا، تراثنا، وهويتنا

شكّلت استضافة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم لأول مرة في الشرق الأوسط والعالم العربي، فرصةً لا مثيل لها لتعريف العالم أجمع بثقافة العرب وتراثهم وتقاليدهم. وعلى مدى الأسابيع الأربعة من البطولة، عايش المشجعون من جميع أنحاء العالم عن قربٍ جمال وحيوية التراث الثقافي العربي واللغة العربية، وكانت مؤسسة قطر في الريادة لتعريفهم بعالمٍ لم يستكشفوه من قبل.

وقد روّجت فعاليات مؤسسة قطر وبرامجها الصورة الحقيقية للعالم العربي، واحتفت به، ومع وجود علم فلسطين كرمز للتضامن العربي على مدار أيام البطولة، أسهمت المؤسسة في إيصال قصص وأصوات الفلسطينيين ليسمعها العالم بأسره.

December

مغامرة خلّاقة

"يُعتبر المهرجان منصة للتواصل والتعبير عن الذات حيث نحتفي بالفنون الأدائية المتنوعة، يلتقي فيها الفنانون والموهوبون من جميع القدرات تحت سقف واحد، فضلًا عن تركيزها على الثقافة واللغة العربية والتراث العربي".

بهذه الكلمات افتُتح مهرجان دريشة للفنون الأدائية التابع لمؤسسة قطر الذي استقبل جمهورًا من الزوار المحليين والإقليميين والدوليين في المدينة التعليمية، واستمر لسبعة أيام خلال المراحل النهائية من كأس العالم FIFA قطر 2022™.

قدّم مهرجان دريشة بنسخته الثانية عروضًا وفعاليات مميزة شملت الرواية القصصية، الموسيقى، الشعر، والفنون البصرية والمسرحية، إضافة إلى ورش عمل تعليمية وأنشطة ترفيهية موجّهة للعائلة، وعروضًا لفنانين من قطر ودولًا أخرى مثل المغرب والسنغال وتركيا واليونان. وقد أقيمت هذه النسخة تحت عنوان "السفر والمغامرة" وهو عنوان مستوحى من مغامرات الرحّالة ابن بطوطة.

شهد عام 2022 إضافة جديدة إلى مهرجان دريشة بنسخته الثانية، تمثّلت في قسم "دريشة الاختراعات والابتكارات" برعاية كونوكو فيليبس قطر، الشريك الرئيسي للمهرجان، إلى جانب صندوق دعم الأنشطة الرياضية والاجتماعية (دعم). سلّط هذا القسم الضوء على العلماء والمبتكرين والباحثين من الوطن العربي، مشيدًا بغنى الإسهامات العلمية والمعرفية العربية عبر التاريخ والتي ما تزال مستمرة إلى يومنا هذا.

December

وانطلقت الرحلة

استقطب مهرجان دريشة للفنون الأدائية آلاف الزوار، واُفتُتِح بحفل موسيقي قدمته أوركسترا قطر الفلهارمونية، التي اصطحبت الجمهور في رحلة ثقافية لاستكشاف الماضي والحاضر والمستقبل. تلا ذلك عرضًا موسيقيًا بعنوان "رحلة ابن بطوطة"، شاركت فيه جهات من قطر ودول المنطقة، إلى جانب طلاب من مدارس التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر.

تضمن حفل الافتتاح أيضًا تسليط الضوء على المواهب الإبداعية في قطر من خلال مهرجان "إيقاعات أجيال" التابع لمؤسسة الدوحة للأفلام، وإطلاق سلسلة من الفعاليات الثقافية في بيت آل خاطر، أحد المواقع التراثية في المدينة التعليمية. كما استمتع زوار المهرجان بعرض "المسرحية الموسيقية: الرومي" المستوحاة من شعر الفيلسوف العربي الكبير جلال الدين الرومي، في حين تميز اليوم الأخير من المهرجان بإقامة أمسية شعرية ألقى فيها عدد من أبرز الشعراء العرب باقة من القصائد والأشعار التي سلّطت الضوء على أبرز القضايا التي تواجه المنطقة.

أما في" دريشة الابتكار"، فقد أتيحت للشباب فرصة لاستكشاف عالم العلوم، بما في ذلك تمكين الأطفال من السفر في أنحاء مختلفة في قطر والتعرّف على تاريخها من خلال "البساط الطائر" الذي يحاكي الواقع الافتراضي. وأتاحت منطقة الفن والموسيقى للزوار تجربة آلات موسيقية مختلفة، إلى جانب فنون الرسم، والنحت، والتمثيل.

استطاع مهرجان دريشة للفنون الأدائية، وبدعم شركائه الاستراتيجيين المتمثلين بوزارة الثقافة، ووزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، ومؤسسة الدوحة للأفلام، وسوق تُربة للمزارعين، وشركة "وقود"، وبنك دخان، أن يعرّف زواره، من مختلف الجنسيات، بالثقافة والتقاليد المحلية والعربية، وأن "يقرّبنا أكثر من هويتنا"، على حد وصف أحد الزوّار المحليين.

December

صون التاريخ من أجل المستقبل

استضاف إحدى المواقع التاريخية في المدينة التعليمية عددًا من فعاليات مهرجان دريشة للفنون الأدائية، لتكون هذه أولى خطوات استراتيجية مؤسسة قطر الهادفة للحفاظ على المباني التاريخية في المدينة التعليمية وتكريسها مساحةً للتبادل الثقافي للأجيال القادمة.

تأكيدًا على التزامها في الحفاظ على الثقافة القطرية والتراث الوطني وحرصها على المباني التاريخية داخل حرم المدينة التعليمية، تعمل مؤسسة قطر على ترميم "بيت آل خاطر" الذي سيُشكّل مساحة رئيسية تُقَدّم فيها صورٌ حيّة ودائمة عن التراث الثقافي بهدف توفير تجربة مُستدامة وشاملة لكلّ الأجيال.

وفي فعالية سبقت انطلاق مهرجان دريشة، زرعت حديقة القرآن النباتية، بالتعاون مع أفراد من عائلة آل خاطر، مجموعة متنوعة من النباتات المحلية القطرية في البيت، كرمز لإعادة إحيائه. كما ستتولى البرامج التراثية في مكتبة قطر الوطنية مهمّة التوثيق الشفهي لمسيرة بيت آل خاطر ومن عاشوا فيه.

يُعدّ بيت آل خاطر إحدى المواقع التاريخية داخل المدينة التعليمية، وجميعها تدخل ضمن خطة عمل وضعتها مؤسسة قطر للحفاظ عليها من أجل الأجيال القادمة، والفائدة المجتمعية.

December

رفع العلم

شكّل النزول إلى أرضية الملاعب أمام عشرات الآلاف من المشجعين مع نجوم كرة القدم حلم الطفولة بالنسبة للكثيرين، وقد أتيحت الفرصة للشباب في قطر لمعايشة هذه التجربة في بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™ بدعم من مؤسسة قطر ومجموعة "واندا" الصينية، شريك الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا".

من خلال الشراكة بين الجهتين، أُتيحت الفرصة للشباب المشاركين في فصول "كميونيسبورت" بمؤسسة قطر برفع أعلام الفيفا على أرضية المعلب قبل انطلاق المباريات.

كما تم اختيار حاملي أعلام الفيفا "الواندا" من مدارس قطر الذين قدموا قصائدهم إلى مسابقة الشعر باللغة العربية في مهرجان "دريشة" التي أطلقتها مؤسسة قطر بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، في الفترة التي تسبق نسخة 2022 من مهرجان دريشة للفنون الأدائية الذي تنظمه مؤسسة قطر، بالإضافة إلى المشاركين في مبادرة كرة القدم النسائية التابعة لمؤسسة قطر وبرنامج "الجيل المبهر"، والمشاركين في ورش عمل كرة القدم الحرة التي ستُقام في مدارس مؤسسة قطر.

كما تم اختيار 24 شابًا من البرامج الرياضية والمجتمعية بمؤسسة قطر والذين لعبوا في مباريات ودية خلال كأس العالم للأطفال الدوحة 2022 التي نظمتها "ستريت تشايلد يونايتد" في أكتوبر بالمدينة التعليمية، خصيصًا ليكونوا حاملي الأعلام في إحدى مباريات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™، كمكافأة على جهودهم التطوعية.

December

حفاوة الاستقبال

عندما حان الوقت لكي يتجه عشّاق كرة القدم إلى استاد المدينة التعليمية لمشاهدة مباريات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™، كان من بين الوجوه المرحبة والمبتسمة التي رأوها في طريقهم عبر المدينة التعليمية طلاب مؤسسة قطر، وهم يرحبون بهم ويقدّمون لهم الدعم.

كان البرنامج التطوعي التعليمي في مؤسسة قطر، الذي ضمّ طلاب من مدارس وجامعات مؤسسة قطر، أحد العناصر الداعمة خلال البطولة، حيث قام المتطوعين بتعريف الزوار من جميع أنحاء العالم على جوانب الثقافة العربية، وتوجيههم من خلال الأنشطة الترفيهية لقضاء وقت ممتع، كما شاركوهم جهود مؤسسة قطر في إطار الجهود الوطنية القطرية في مجال الاستدامة.

أدّى المتطوعون معًا دورًا رئيسيًا في توفير تجربة لا تُنسى لمشجعي كرة القدم من جميع أنحاء العالم، مع تطوير مهاراتهم الشخصية، والعمل كسفراء لقطر، والاستمتاع بتجربة تعليمية فريدة لا تتكرر في العمر.

December

صُمّمت لإحداث التأثير

ترددت أصداء أجواء كأس العالم في الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، بما في ذلك جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، حيث قام طلاب تصميم الأزياء بالجامعة، بتصميم ملابس مستوحاة من الرياضة التي تعكس ثقافة قطر والمنطقة خلال زيارة نجم كرة القدم ديفيد بيكهام. الذي استكشف أيضًا الأعمال الفنية لمؤسسة قطر ومبادراتها في مجال الوصول المُيّسر.

تم اختيار سَبعُ تصميمات لتحويلها إلى نماذج أولية وعرضها أثناء بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™ وبعدها، كجزء من مبادرة أكبر لتصميم الملابس وتطويرها لتشجيع المزيد من النساء والفتيات على ممارسة النشاط الرياضي.

مع وصول وسائل الإعلام العالمية إلى الدوحة للمشاركة في البطولة، كان طلاب وخريجو جامعة نورثويسترن في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، جزءًا من الحدث واكتسبوا خبرة ورؤى مهنية قيّمة، حيث تدرّبوا مع منظمات مثل "فوكس سبورتس" و "سي إن إن"، بالإضافة إلى دعمهم لتغطية قناة الكأس الرياضية، وتطوير إستراتيجية الاتصالات التي تركز على تدابير السلامة العامة خلال البطولة.

كرّس عشرات من الطلاب والموظفين وأعضاء هيئة التدريس في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، الشريكة لمؤسسة قطر، وقتهم وجهدهم لدعم جهود نجاح بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™، حيث عملوا كمتطوعين في العديد من الأنشطة والمبادرات التطوعية ضمن مجموعة متنوعة من المجالات، منها الخدمات اللوجستية، والصحة والسلامة، وخدمة جمهور المشجعين.

December

قطر تحتفي بفلسطين

بكل فخر واعتزاز، رُفع علم فلسطين طوال أيام كأس العالم FIFA قطر 2022™ في الملاعب والشوارع وعلى شاشات التلفاز في جميع أنحاء العالم، لتسليط الضوء على كفاح ونضال الشعب الفلسطيني.

سلّطت مؤسسة قطر المزيد من الأضواء على القضية الفلسطينية وذلك من خلال استضافة سلسلة من الفعاليات التي تُبرز الثقافة الفلسطينية وتوفّر منصّة لأصوات الشعب الفلسطيني خلال البطولة، مثل فعالية ضمن معرض "جووولز 2022" الذي نظمته مؤسسة قطر، تحدثت فيها الناشطة الفلسطينية منى الكرد عن أهمية سرد القصص والتراث المحكي في صنع التغيير والدفاع عن القضية الفلسطينية.

وفي مهرجان دريشة للفنون الأدائية، قدّمت المطربة الفلسطينية دلال أبو آمنة الجمهور أغانٍ تعكس تمسّك الفلسطينيين حول العالم بأرضهم وتاريخهم. كما شهدت فعاليات المهرجان حضور مغني الراب الفلسطيني الشاب إم سي عبدول، وهي المرّة الأولى التي يغادر فيها قطاع غزة، بهف تقديم موسيقى تسلط الضوء على معاناة أهالي قطاع غزة.

كانت القضية الفلسطينية أيضًا محور جلسة نقاشية استضافتها مناظرات الدوحة، عضو مؤسسة قطر، والتي ناقش فيها طلاب من قطر وأكاديميون وناشطون مستقبل الهوية الفلسطينية، وكيفية الحفاظ على الهوية الوطنية دون وطن.

December

تعزيز المرونة

بعيدًا عن عالم كرة القدم، واصل عالم البحوث في مؤسسة قطر مسيرته المتقدّمة مع فوز فريق بحثي من كلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة بمنحة لدعم بحثهم بعنوان "حلول مرنة لمكامن الخطر والطوارئ: خطة وطنية فعالة لإدارة المخاطر في قطر" على منحة لإسهامه في تطوير خطة وطنية لإدارة المخاطر في قطر وتعزيز المرونة والاستجابة في حالات الطوارئ والكوارث. كذلك تعاونت الكلية مع باحثين من باكستان وهونغ كونغ في دراسة يمكن أن تساهم في تطوير علاج متخصص لمرضى سرطان الرئة عبر الاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

وفي الوقت نفسه، تعاونت وايل كورنيل للطب – قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، مع مؤسسة حمد الطبية، في تحديد الواصمات البيولوجية التي تتنبأ بفرص نجاة حالات كوفيد-19 الحرجة والمُصابة باختلال في وظائف الرئتين، كما توصل باحثو الكلية إلى اكتشافات جديدة حول كيفية تحفيز مقاومة الأنسولين، والتي يمكن أن تؤدي إلى مرض السكري من النوع الثاني.

بالإضافة إلى ذلك، عملت جامعة نورثويسترن في قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، على تعزيز الروابط بين البحوث وكرة القدم، وبين السياسة والقرصنة الإعلامية الرياضية، ناهيك عن البحوث في مجال التغطية الإعلامية لقطر كبلد مضيفة لبطولة كاس العالم لكرة القدم، واستخدام الدولة للشبكات الافتراضية من أجل الترويج لهذه البطولة.

December

رمز التضامن

القصة التي بدأت على متن طائرة اتجهت من زيورخ إلى الدوحة عام 2010 أصبحت شعارًا ملهمًا لحملة وطنية، أطلقتها مؤسسة قطر، لحياكة رمز يُعرض أمام العالم بأسره في حفل افتتاح بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™. في الأسابيع التي سبقت البطولة، شارك مئات الأفراد من الطلبة والعاملين في المستشفيات وأفراد الأسرة في البيوت في حياكة "الأدعم" وضمّنوه رسائلهم الخاصة ومشاعرهم. وقد رُفع هذا العلم القطري في استاد البيت خلال حفل افتتاح بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™ في 20 نوفمبر 2022.

وكانت قصة العلم الفريدة قد بدأت قبل 12 عامًا عندما عاد وفد دولة قطر من سويسرا بعد إعلان فوز قطر بحق استضافة بطولة كأس العالم، ليدرك الوفد القطري قبيل وصوله إلى الدوحة أنه لم يكن بحوزته علم قطر، لذا قرروا حياكته بأنفسهم مستخدمين في ذلك وشاحًا عنّابيًا لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وقماشًا أبيض من مفرش الطاولة.

حُيّك هذا العلم في لحظة تاريخية لقطر والعالم العربي، وصارت قصة حياكته رمزًا يمثّل قيم التضامن بين جميع أفراد المجتمع، وتروي كيف تكاتفوا جميعهم لكتابة فصل جديد من فصول قصّة نجاح قطر.