Qatar Foundation 2021: THE YEAR IN REVIEW

May

خطوة نحو المستقبل

عندما يجتمع خريجو كل جامعة من جامعات المدينة التعليمية في حفل التكريم السنوي الذي تقيمه مؤسسة قطر، فإن الأمر يتجاوز كونه احتفالًا بتحقيق إنجاز أكاديمي.

يُمثّل حفل التكريم بالنسبة للخريجين خطوة انتقالية من إحدى مراحل حياتهم إلى المرحلة التي تليها، وبإدراكهم ذلك نظرًا للوقت الذي قضوه في مؤسسة قطر؛ فإنهم مُجهّزون للقيادة، والإبداع، والابتكار، والتأثير وإحداث التغيير كأي مجموعة من الشباب في العالم.

كما يعكس الحفل البيئةَ التعليمية في مؤسسة قطر بتداخلاتها وتنوعها وثقافاتها المتعددة، إذ يتشارك الخريجون من مختلف الجامعات، بتخصصاتهم وأحلامهم المختلفة، لحظةً تعكس كيف أن كلًا منهم كان، وسيبقى، جزءًا من قصة مؤسسة قطر.

وبعد أن تسببت جائحة (كوفيد-19) بتأجيل حفل التكريم في عام 2020، عُقد الحفل هذا العام افتراضيًا عبر الإنترنت التزامًا بالإرشادات الصحية. وشمل الحفل الاحتفاء بخريجي دفعتي عام 2020 و2021 معًا من طلاب جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، والجامعات الدولية الشريكة للمؤسسة، وكان المحور الأساسي للحفل هو الموهبة والصمود الذي أظهره الطلاب، وتخرجهم في ظل اضطراب الوضع الوبائي وعدم استقراره.

May

الاستلهام من التحديات

هنّأت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أكثر من 1,600 طالب من خريجي الدفعتين، قائلة: "بكم وبأمثالكم تُستدام إشراقات الحاضر وتُشاد ركائز المستقبل. في كلّ ظرف عصيب دروس نتعلّم وتتعلمون من خلاصاتها، ونستلهِم وتستلهمون قيمًا جديدةً تمكِنُّنا معًا من قراءات جديدة لواقع المتغيرات المحتملة في العالم".

وتحدث الخريجون خلال الحفل عن الخبرات التي اكتسبوها والأهداف التي رسموها لمستقبلهم، كما عبّر أولياء أمور الخريجين عن سعادتهم بإنجازات أبنائهم وبناتهم. قالت خريجة جامعة نورثويسترن في قطر دانة محمد التكريتي: "آمل أن يكون لي دور، لا سيّما كمواطنة فلسطينية، في سرد القصص الإنسانية عبر منصات واسعة النطاق، وإيصال أصوات المظلومين"

وتوجّه ماجد السعد، خريج دفعة 2021 من جامعة تكساس أي أند أم في قطر، لزملائه الخريجين بكلمة قال فيها: "أنتم جميعًا قدوة بالنسبة لي". أما موزة المهندي، خريجة وايل كورنيل للطب – قطر، فتوجّهت برسالة إلى زملائها الأطباء الجدد قائلة: "أنا فخورة جدًا بكم. لقد تخرجتم ونجحتم في الاختبار الحقيقي الذي واجه جميع الأطباء، وهو الجائحة العالمية. شجاعتكم هي مصدر إلهام كبير بالنسبة لي".

May

تقدّم لافت ومُحفزّات

في مايو، احتفلت جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، بتخريج طلاب دفعتي 2020 و2021 في حفل افتراضي محققة بذلك إنجازًا بارزًا بتخريجها أكثر من 1,000 خريج، كما شهد الحفل تكريم أول دفعة من خريجي الجامعة في 11 تخصصًا.

وألقت غرور عبد الواحد، خريجة برنامج ماجستير الآداب في دراسات المرأة في المجتمع والتنمية الذي تقدمه كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، كلمة الخريجين، حيث هنّأت زملاءها قائلة: "لكل خريجة وخريج من نجوم هذا الحفل الكريم حكاية ودافع وتصور لغدٍ مشرق، كل في التخصص الذي اختاره وتميز فيه. ويُوحدنا جميعًا إصرارُنا على رسمِ ملامحِ غدٍ مشرقٍ لمجتمعاتنا المحلية وللعالم أجمع".

من جهتها، ألقت دينا عبد العظيم، خريجة دفعة 2021، التي كان نحو نصف طلابها من القطريين، في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، كلمة الخريجين في حفل التخريج الافتراضي، قائلة: "تذكروا دومًا أنه وعلى الرغم من تأثير جائحة (كوفيد-19) على مسيرتنا، لكنها لم تُحدّدها؛ فبداية كل إنجازاتنا تمثّلت بقرار المحاولة".

May

أقوى بفعل الشدائد

أثنت سعادة لولوة راشد الخاطر، مساعد وزير الخارجية والمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، على "الإرث المستمر" لطلاب دفعة 2021 في جامعة جورج تاون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، وذلك في حفل التخرج الافتراضي.

وقالت سعادتها: "لأنكم مواطنون عالميون طموحون ملتزمون بالبحث الأكاديمي والخدمة، فأنتم تمثلون أفضل استثمار لدولة قطر في رأس مالها البشري، مما يساعد على دفع قطر نحو مستقبل أفضل".

أما في حفل التخرج الافتراضي لدفعة 2021 في جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، فقد جسّدت المتحدثة باسم الطلاب وخريجة التصميم الداخلي، آية زينة، مشاعر دفعتها، قائلة: "احتضنتني هذه الجامعة بصدر رحب وزوّدتني بمعرفة لا تُقدّر بثمن. لم يقلل التخرج في ظروف صعبة كهذه من تجربتنا، بل على العكس؛ جعل علاقاتنا، وفرصنا ودعمنا المتبادل أقوى".

وفي الوقت الذي حالت فيه جائحة (كوفيد-19) من إقامة فعالية تخرّج فعلية، بادر عميد جامعة تكساس إي أند أم في قطر، الدكتور سيزار أوكتافيو مالافي، بزيارة كل طالب من خريجي دفعة 2021، الذين بلغ عددهم 107 مهندسين، لتهنئتهم بهذا الإنجاز شخصيًا وتسليمهم شهاداتهم، في جولة استمرت أربعة أيّام متتالية في جميع أنحاء قطر.

May

الطريق نحو الرعاية الصحية الدقيقة

خَلُص مشروع بحثي مشترك أجراهُ خبراء في مؤسسة قطر إلى نشر دراسة فريدة سلّطت الضوء على الحاجة لإجراء دراسات على السكان من أجل التوصل إلى تطوير علاج دقيق لمرض السرطان.

وأظهرت الدراسة، التي قادها مركز البحوث التطبيقية للسرطان والمناعة في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي الذي يعمل تحت مظلة جامعة حمد بن خليفة، وباحثون من معهد قطر لبحوث الحوسبة، وسدرة للطب، وبمشاركة وايل كورنيل للطب – قطر، ومؤسسة حمد الطبية، وجامعة كاليفورنيا، أنه يتعيّن النظر في أصول المرضى وخلفياتهم العرقية في سبيل جعل العلاجات الشخصية لمرض السرطان حقيقة.

قالت الدكتورة جولي ديكوك: "تدعم نتائج بحثنا وجود مستوى إضافي من التعقيد الذي قدمته السمات المرتبطة بالأسلاف، وتسلط الضوء على الحاجة الملحة لمراعاة السمات الجزيئية الخاصة بالأنساب في طب السرطان الدقيق. ولذلك، فإننا ندعو إلى إجراء المزيد من الدراسات واسعة النطاق حول الفئات السكانية الممثلة تمثيلًا ناقصًا، مثل المرضى المنحدرين من أصول عربية وإفريقية".

May

التعاون من أجل الرعاية

في مايو، حظي عمل سدرة للطب في مجال الصحة النفسية للنساء والأطفال، من أحدث مستويات البحوث والرعاية الصحية وصولًا إلى ما تقدمه من دعم ومناصرة، بالتقدير والاعتراف على المستوى العالمي، ما أتاح المجال أمام سدرة للطب للارتقاء بجهودها في هذا المجال في قطر وخارجها على حد سواء.

أصبح عضو مؤسسة قطر مركز التعاون الأول على مستوى العالم المتخصص في النساء والأطفال لدى الجمعية العالمية للطب النفسي، وسيكون شريكًا للجمعية في عدد من المبادرات التي تضم صنع السياسات. وتعتبر مراكز التعاون الأول للجمعية، مثل سدرة للطب، مؤسسات ذات مكانة رائدة معترف بها محليًا وإقليميًا ودوليًا في الرعاية السريرية والأبحاث والتدريس.

قال البروفيسور أفضل جاويد، رئيس الجمعية العالمية للطب النفسي: "إنني على أمل أن تتكامل خبرات قسم الطب النفسي في سدرة للطب مع أجندة الجمعية من أجل تحسين الصحة النفسية عالميًا".

انضم سدرة للطب الآن إلى مراتب الصدارة كونه واحدًا من ثمانية مراكز تعاون لدى الجمعية العالمية للطب النفسي من حول العالم، وبهذا الصدد قال البروفيسور محمد وقار عظيم، أول رئيس لقسم الطب النفسي في سدرة للطب: "سيساعدنا التعاون مع الجمعية العالمية للطب النفسي في تحسين رعاية الصحة النفسية للأطفال والمراهقين والنساء في قطر وعلى المستوى الإقليمي أيضًا".

May

العائلة محور الاهتمام

تجلّت قدرة مؤسسة قطر على الاستكشاف القائم على الحوار الدولي للقضايا الاجتماعية الرئيسية في مايو، إذ طرح معهد الدوحة الدولي للأسرة مشاكل انخفاض معدلات الخصوبة التي تواجه البلدان حول العالم على طاولة الأمم المتحدة، وذلك خلال جلسة نقاشية على هامش الدورة الرابعة والخمسين للجنة السكان والتنمية في الأمم المتحدة.

وبحثت الجلسة في الدوافع العالمية لانخفاض الخصوبة، بهدف تحديد السياسات والممارسات التي قد تعالج هذا التوجه. وذلك على إثر بحث صدر عن المعهد حول دراسة الجوانب الاجتماعية للخصوبة في قطر.

يؤدي انخفاض معدلات الخصوبة إلى انخفاض إجمالي عدد السكان، وفي الوقت نفسه يعمل على زيادة عدد المسنين على حساب الشباب وتناقص مستويات القوى العاملة، بمعنى أنها تؤثر على النمو الاقتصادي والتنمية الوطنية. وفي هذا السياق، شرحت الدكتورة شريفة نعمان العمادي، المدير التنفيذي للمعهد، في الجلسة العوامل المؤثرة في انخفاض معدلات الخصوبة: "تتعدد العوامل التي تؤثر على انخفاض معدلات الخصوبة، من عوامل هيكلية مثل ارتفاع معدلات الطلاق، وتأخر سن الزواج وانخفاض معدلاته وإنجاب عدد أقل من الأطفال، وعوامل أخرى تتعلق بمنظومتي التعليم والعمل وأولويات التوازن بين العمل والأسرة، إضافة إلى عوامل اقتصادية كالإسكان وتكلفة الوالدية".

May

تجارب جديدة

بدعم من مؤسسة قطر، التي كرّست نفسها لدعم المبتكرين الطامحين في العالم العربي، ستُتيح منصة إلكترونية جديدة أمام الزوار القادمين إلى قطر لمتابعة منافسات كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ فرصة تخصيص مسارات سفرهم. وتعد المنصة المسافرين بتجربة ثقافية حقيقية من خلال ربطهم مع سكان الدولة المشاركين بالمنصة.

منصة فيافي هي منصة إلكترونية مقرها الأردن تتيح للزوار استكشاف تجارب سفر حقيقية في الوجهة التي يختارونها، والحجز من خلالها، بما في ذلك، طهي الطعام القطري التقليدي، والاستمتاع بالمشهد الفني المحلي، والاستماع إلى قصص آسرة من التقاليد والتراث، وتمضية ليال في الصحراء، وهذا كله باستخدام اللغة العربية في واجهة المستخدم بالمنصة، بالإضافة إلى تمكين المضيفين القطريين من إضافة الخبرات والتواصل مع المسافرين.

تلقت الشركة الناشئة استثمارًا أوليًا من صندوق تمويل تطوير المشاريع التقنية، الذي تقدمه واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو قطاع البحوث والتطوير والابتكار بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع. وهو صندوق مصمم لدعم الشركات الناشئة المحلية في مجال التكنولوجيا، ويهدف لجذب الشركات العالمية التي تتطلع إلى التوسع في المنطقة.

تقول رولا فياض، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة فيافي: "كنا في عملية بحث دائمة عن شركاء، وليس فقط مصدر دعم مالي. خلال السنوات التي أمضيتها في جمع التبرعات، كانت واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا هي المستثمر الوحيد من بين العديد من الشركات التي ركزت على الفريق، وليس المنتج فقط؛ فالفريق هو السبب الأساسي لنجاح الشركات الناشئة".

May

أكثر من مجرد فصل دراسي

لطالما شكل التكيّف مع التعلم عن بُعد تحديًا خلال جائحة (كوفيد-19) بالنسبة للأطفال وأولياء أمورهم. وهذا ما دفع إحدى مدارس مؤسسة قطر أن تجعل انخراط أولياء الأمور الكامل في العملية التعليمية الإلكترونية لأطفالهم أولويةً لها. حيث صممت مدرسة طارق بن زياد، إحدى المدارس العاملة تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، فيديوهات تفاعلية تتيح للطلاب التعلّم إلكترونيًا مع أولياء أمورهم في المنزل، وفي أي وقت.

كما قدّمت المدرسة ورشًا تدريبيةً لأولياء الأمور حول استخدام المنصة التعليمية الإلكترونية، وعقدت اجتماعات أسبوعية معهم لشرح الغرض من التعليم المدمج، وحثّهم على إرسال صور وفيديوهات لأطفالهم أثناء تعلّمهم في المنزل كي يتسنى للمعلمين رؤية كيفية استماعهم، وتفكيرهم، وتواصلهم أثناء العمل.

قالت حمدة السبيعي، المعلمة في مدرسة طارق بن زياد: "لم يعد التعليم عن بُعد أمرًا مفاجئًا، بل واقعًا استعدّينا له منذ بداية الجائحة، وتأقلمنا معه، ووضعنا الخطط التعليمية المبتكرة التي تناسب الطلاب والتي تتوافق مع أولياء الأمور".

وأضافت: "لم يمنعنا التعلم عن بُعد من الحفاظ على عنصر التفاعل الذي يعد أساسيًا في عملية التعليم، بل تم ابتكار وسائل تعليمية وترفيهية عديدة من أجل جذب الطالب والتأثير به".

May

إرثٌ سيبقى حاضرًا

يُمثّل الحفاظ على فن الخط العربي العريق والجميل أحد العناصر الأساسية لدور مؤسسة قطر في احتضان اللغة والثقافة والتراث العربي، هذا الدور الذي اكتسب مكانةً خاصةً هذا العام في ضوء اختيار الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021.

عادة ما يستضيف ذو المنارتين (جامع المدينة التعليمية) ورش عمل لتعليم فن الخط العربي. وفي مايو، أتيحت الفرصة للأفراد من جميع الثقافات والخلفيات، سواء كانوا ناطقين باللغة العربية أم لا، من أجل تعلم هذا الفن والمهارات الحياتية التي يتطلبها واستكشاف قيمتها الدائمة.

قال حمد النعيمي، منسق التخطيط في جامع المدينة التعليمية: "يُشكّل فن الخط العربي جزءًا هامًا من تراثنا الفكري والفني الذي نتميّز به عن غيرنا من الثقافات. كما أنه يُجسّد الهوية البصرية للغة العربية، التي تعكس ثقافتنا وهويتنا وتراثنا. ومع ملاحظتنا ببُعد الأجيال الجديدة عن هذا النوع من الفن، تحتّم علينا التنبه لهذا الأمر ومن ثم وضع الحلول المناسبة التي تضمن لنا المحافظة على هذا الإرث الحضاري".