Qatar Foundation 2021: THE YEAR IN REVIEW

March

رؤية جديدة للتعليم

الكشف عن المخطط الأولي لمستقبل التعليم العالي في مؤسسة قطر، في شهر شهد إرساء شراكة رئيسية تتعلق بتغير المناخ وتحقيق منجزات في مجال الطب الدقيق.

بَنت مؤسسة قطر، على مدى ربع القرن الماضي، بيئة تعليمية لا مثيل لها في العالم - وفي شهر مارس، كشفت عن رؤيتها المستقبلية من خلال الإعلان عن استراتيجيتها الجديدة للتعليم العالي.

وتهدف الاستراتيجية، المبنية على اغتنام فرص تعطّل التعليم والتي يعتبر الطلاب نواتها، إلى جعل التعليم والتعلّم الفردي، جوهر التجربة التعليمية لطلاب المدينة التعليمة، أكثر من أيّ وقت مضى، كذلك تهدف إلى تكريس التكامل بين مؤسسات التعليم العالي في مؤسسة قطر ومدارسها ومراكزها المعنية بالبحوث.

يتولّى تنفيذ هذه الاستراتيجية مكتب التعليم العالي الجديد في مؤسسة قطر، بقيادة فرانسيسكو مارموليجو، الذي يمتلك خبرة طويلة في التعليم، والذي تم تعيينه رئيسًا للتعليم العالي في مؤسسة قطر في شهر مارس، كما ستفتح الاستراتيجية مسارات واعدة للجامعات الشريكة من أجل مزيد من التكامل والتعاون، فضلًا عن الارتقاء بجامعة حمد بن خليفة كمركز ووجهة للابتكار في التعليم، وتمهيد الطريق أمام سلسلة من المبادرات الرائدة.

قالت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر: "وجد قطاع التعليم نفسه أمام خيارين: إمّا البقاء كما هو عليه والدخول في مخاطر الركود، أو المضي قدمًا في التحوّل نحو مزيد من الابتكار. ومن خلال هذه الرؤية، اخترنا المضي قدمًا".

March

التعاون لمكافحة التغيّر المناخي

في مواجهة التهديد الذي يُشكّله التغيّر المناخي، وبهدف طرح الحلول لمعالجة التحديات البيئية التي تواجه قطر، أبرمت مؤسسة قطر، في مارس، اتفاقية مع مؤسسة عبد الله بن حمد العطية الدولية للطاقة والتنمية المستدامة.

من خلال هذه الشراكة التي تشمل التعليم والبحوث، تتضافر جهود المؤسستين من أجل إنشاء قاعدة معرفية جديدة تتضمن أهم الموضوعات المتعلّقة بالتغيّر المناخي، والتي من شأنها دعم السياسات والإجراءات ذات الصلة في قطر، إضافًة إلى إطلاق منصة رقمية تتيح لأفراد المجتمع في قطر الاطلاع على معلومات التغير المناخي الخاصة بقطر، مما يُسهم في تعزيز الوعي العام إزاء هذه المسألة ومدى إلحاحها. وكان أولّ مشروع بموجب الشراكة هو إقامة مؤتمر مشترك حول التغير المناخي، عقد في قطر خلال عام 2021. قال سعادة عبد الله بن حمد العطية، رئيس مجلس أمناء مؤسسة العطية: "نشهد اليوم حوارًا عالميًا متناميًا بشأن تحوّل الطاقة وتداعيات ذلك على التغيّر المناخي. وهذا التعاون هو بمثابة الخطوة الأولى في توحيد جهود المؤسستين الرامية للمساهمة في بناء عالمٍ خالٍ من الكربون".

March

سدّ الفجوة المعرفية

تلعب الأدوات التشخيصية دورًا حيويًا في السعي لتطوير الطب الشخصي أو الطب الدقيق. ويعد تشخيص اللعاب أحد عوامل تطوير الأدوات التشخيصية، إذ يمكن استخدام اللعاب في ممارسات تشخيصية وعلاجية تتناسب بدرجة كبيرة مع الحالات الفردية.

في مارس، نجحت مجموعة بحثية، بقيادة الدكتورة سهيلة الخضر، مدير برنامج صحة الأم والطفل في إدارة البحوث في سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر، في وضع التوصيف الأول من نوعه لتكوين الميكروبيوم اللعابي لدى القطريين باستخدام بيانات 1000 شخص من المشاركين في برنامج قطر جينوم.

وتشرح الدكتورة سهيلة: "اللعاب أشبه بمرآة تعكس الحالة الصحية لجسم الإنسان، ويمكن استخدامه من أجل إنشاء قاعدة بيانات شاملة تضمّ المؤشرات الحيوية التي تدل على وجود اضطراب ما. وبمجرد اكتمال فهرسة هذه البيانات، يصبح للتغيّرات التي تطرأ على مستويات المؤشرات الحيوية دور رئيسي في الحفاظ على الصحة والرفاه والكشف المبكر عن الأمراض.

يُشار إلى أن الدراسات السابقة حول درجة التغير في الميكروبيوم اللعابي لم تأخذ في الاعتبار السكان العرب والسكان القطريين، وتعليقًا على هذا تقول الدكتورة سهيلة: "إن انعدام البيانات التي تمثل العرب في هذا المجال البحثي يضع المسؤولية الأولى في سدّ هذه الفجوة على عاتقنا نحن العلماء العرب".

March

دعم جهود مكافحة كوفيد-19

بعد مرور عام على التأثير الكامل لجائحة (كوفيد-19) على دولة قطر، أثمرت جهود الباحثين المتخصصين في الطب الدقيق في سدرة للطب في اكتشافٍ من الممكن أن يُمهّد الطريق أمام ابتكار لقاح مستقبلي يتمكن من معالجة السلالات المتحورة من الفيروس.

تمكّن المستشفى وبرنامج الطب الدقيق التابع لقسم البحوث الطبية في سدرة للطب من تحديد مواقع من الفيروس لا تتحور، والتي تُعرف بـ"النقاط الباردة"، ما فتح آفاقًا جديدة حول المواقع المثالية لاستهداف الفيروس. كما يمكن أن تساعد الدراسة في ابتكار مضادات الفيروسات التي تعمل على المواقع الخالية من الطفرات.

قال الدكتور خالد فخرو، رئيس قسم البحوث في سدرة للطب: "إن عملية مواجهة (كوفيد-19) تتطور تطورًا مستمرًا، ولتخطي هذا التحدي العالمي في مجال الرعاية الصحية في مثل هذه الأوقات العصيبة، علينا أن نفهم الآلية الدفاعية الفيروسية لمثل هذه الطفرات. وتعمل نتائجنا إلى ترسيخ هذا الفهم والمواءمة مع طموح سدرة للطب في تقديم الطب الدقيق".

وفي غضون ذلك، حددت الفرق العاملة في سدرة للطب طفرة جديدة في جينوم فيروس كورونا والتي قد تؤثر على اختبار (كوفيد-19)، وتدعو تلك الدراسة مراكز الاختبار في جميع أنحاء العالم لاتخاذ إجراءات لرصد طفرات الفيروس، والتأكد من مواكبة أحدث المستجدات في استخدام طرق الاختبار.

March

لفهم أعمق

ضمن إطار العلوم الطبية في شهر مارس، سلّط باحثون من جامعة وايل كورنيل للطب - قطر الضوء على احتمالية إعادة استخدام عقار ميتفورمين، أحد أكثر أدوية السكري شيوعًا، لحماية مرضى السكري المصابين بفيروس (كوفيد-19).

وأعلن مجموعة من الباحثين في جامعة وايل كورنيل للطب - قطر، وجامعة حمد بن خليفة وائتلاف قطر جينوم للبحوث، عن أول دراسة حول الارتباط الجيني في الشرق الأوسط، والتي نُشرت في المجلة العلمية الرائدة " نيتشر كومينيكيشنز"، وساعدت على بلورة فهم أعمق للعوامل الجينية التي قد تشكل خطورة صحية على السكان في العالم العربي.

وشملت الدراسة تحليل بيانات التسلسل الجينومي الكاملة لأكثر من 6000 فرد من سكان قطر، وقد تم إتاحة نتائج هذا المشروع للباحثين في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي يضمن مراعاة العلامات الجينية الفريدة للسكان العرب في البحوث المستقبلية ذات الصلة بالعلاجات الدقيقة.

قال البروفيسور عمر البُغا، المؤلف الرئيسي المشارك في البحث وأستاذ الجينوم والطب الدقيق في كلية العلوم الصحية والحيوية في جامعة حمد بن خليفة: "وتحدد لأول مرة الاختلافات الجينية الخاصة بسكان قطر، كما تظهر أن النتائج المستخلصة من الدراسات الجينية في السكان الأوروبيين لا تترجم جيدًا عند تطبيقها على سكاننا في الشرق الأوسط. ونحن متحمسون لأن الدراسة تمثل أساسًا لتطبيق الطب الدقيق في الشرق الأوسط".

March

أبعاد جديدة في التكنولوجيا

أعلنت إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، في مارس، عن تشغيل أول منشأة للطباعة الخرسانية ثلاثية الأبعاد في قطر.

أبرمت جامعة تكساس إي أند أم في قطر، وشركة الجابر للتجارة والمقاولات، شراكة في عام 2020 بهدف توفير التكنولوجيا المتقدمة التي تتيح إمكانية استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لإنشاء المباني في دولة قطر. وتمتاز الخرسانة التي تنتجها المنشأة باستدامتها وبخواص تُمكّنها من تحمّل الظروف البيئية في قطر، إلى جانب طباعتها في غضون دقائق دون الحاجة إلى قوالب.

قال الدكتور إياد مسعد، أستاذ الهندسة الميكانيكية في جامعة تكساس إي أند أم في قطر، والذي كان له دور محوري في نشر هذه التقنية في الدولة: "يتمثل هدفنا في استخدام هذه التقنية في العمليات الإنشائية السريعة والمستدامة في قطر، والتقليل من مخلفات العمليات الإنشائية؛ تعمل هذه التقنية على إضافة إمكانيات جديدة للصناعات الإنشائية في قطر".

وبموجب هذه الشراكة، تتولى جامعة تكساس إي أند أم في قطر الجوانب البحثية وتوفير الخبرات المتعلقة بسلوك المواد، بينما تتولى شركة الجابر توفير الخبرات الفنية وسبل تطبيق نتائج أبحاث الجامعة على شركات الإنشاءات في قطر.

March

النهوض بصحة الخيول

لا تقتصر الإنفلونزا على البشر، بل تعاني الخيول منها أيضًا، بيد أن طبيبة بيطرية في مؤسسة قطر تمكّنت من حل لغز الجرثومة الغامضة التي تصيب أمهار الخيول العربية.

عندما انضمت الدكتورة كاميلا جاميسون إلى فريق المركز الطبي البيطري للخيل، عضو مؤسسة قطر، لاحظت ظهور أعراض الرشح الأنفي على عدد من الأمهار واستمرارها دون تحسّن رغم استخدام العلاجات المعتادة. ومن خلال إجراء فحوص تنظيرية والتصوير بالموجات فوق الصوتية، وجدت الأخصائية الأولى في الطب البيطري السريري أن المسبب لمرض الأمهار عدوى بكتيرية في الجَيب الحَلْقِيَّ، وهو أشبه بنظام تبريد طبيعي لدى الخيول، وعند تنظيف الجيبات الحلقية، تتحسن حالة الأمهار بين عشية وضحاها.

وفي مارس، بدأت الدكتورة جيسيكا جونسون، الطبيبة البيطرية في المركز الطبي البيطري للخيل، مشروعًا لمعالجة مرض التهاب الصَّفيحة، وهو أحد أكثر الأمراض المسببة للألم في أقدام الخيول، والتي تعتبر الخيول العربية الأكثر عرضة للإصابة به مقارنة بالسلالات الأخرى. وتستخدم الدكتورة جونسون صور الأشعة السينية لإنشاء المرجع الأول لقياسات القدم الطبيعية في الخيل العربي، ما يتيح التشخيص المبكر لمرض التهاب الصفيحة والوقاية منه.

قالت الدكتورة جيسيكا: "قد تم وضع قالب محدد للشكل العام وأداء السلالة العربية للخيل، مما يؤدي بدون قصد إلى ظهور حالات مرضية معينة فيها، والتهاب الصفيحة هو بالتأكيد أحد هذه الحالات".

March

بصيص من النور

شرع طلاب في جامعة نورثويسترن في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، في التعبير عن المواضيع والشعوب غير الممثلة بالقدر الكافي من عالم الجنوب، وذلك من خلال إسهامهم في المحتوى حول المواضيع الثقافية، والاجتماعية والسياسية على ويكيبيديا، كجزء من مساق الاتصال الثقافي والاتصال العالمي.

قالت الأستاذة المشاركة في جامعة نورثويسترن في قطر، بانو أكدنيزلي، التي تُدرّس المساق: "لا تتناول ويكيبيديا المواضيع المتعلقة بالجنوب العالمي جيدًا، فضلًا عن حاجة محتوى تلك المواضيع إلى التحسين"، وعن مهارات الطلاب في البحث والكتابة متعددة اللغات التي تؤهلهم للمساعدة فيما أسمته "تحرير ويكيبيديا".

وفي سياق آخر، في جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، جامعة أخرى من الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، تم افتتاح مساحة إبداعية جديدة، عرفت باسم "مختبر TinkerLab"، للفنانين، والمصممين والمبتكرين، يتوفر فيها كل شيء، من آلة الخياطة ومعدات صناعة الورق إلى الأدوات الدقيقة والمجاهر الرقمية.

وخلال الشهر، شهدت الأستاذة ميساء المؤمن، عضو هيئة التدريس في جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، وصانعة الأفلام، فوز فيلمها القصير بعنوان "الست" بالجائرة الكبرى في مهرجان تامبيري السينمائي الدولي في فنلندا، ما أهّله لجوائز الأوسكار، في حين كان قد بدأ عمل خريج الجامعة حازم عاصف في الظهور على غلاف مجلة "The Lancet HIV" الطبية المرموقة.

March

إطلاق منصة للتفكير المستقبلي

في فعالية عُقدت، في مارس، بمبادرة من جامعة حمد بن خليفة، اجتمع أكاديميون وقادة شباب ومبتكرون ورواد أعمال من حول العالم بهدف رسم الطريق نحو مستقبل أكثر عدلًا وشمولًا واستدامة.

وتهدف فعالية "تصميم الإنسانية ما بعد (كوفيد-19)" الافتراضية إلى إعطاء الشباب منصة من أجل بلورة توقعاتهم لعالم ما بعد (كوفيد-19)، وأن يعملوا، باستخدام نهج التصميم الذي يرتكز على الإنسان، على تحويل هذه التوقعات إلى عهد محلي قابل للتنفيذ والقياس بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

وبهذا الصدد، أفاد الدكتور محمد إفرين توك، الأستاذ المشارك والعميد المساعد لمبادرات الإبداع والتقدم المجتمعي وأستاذ الإسلام والشؤون الدولية في كلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة، والتي أطلقت فعالية "تصميم الإنسانية ما بعد (كوفيد-19)" في 2020، قائلًا: "منح المعهد الشبابَ مساحةً للتفكير بشكلٍ خلاقٍ ومبتكرٍ في السُبل الكفيلة بتغيير مجتمعاتنا نحو الأفضل".

في غضون ذلك، أصبحت مجلة الأخلاق الإسلامية، التي طرحها مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق بكلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة، أول مجلة للدراسات الإسلامية في قطر ومنطقة الشرق الأوسط تُقبل للانضمام إلى فهرس سكوبس المرموق للبحوث المُحَكَمة، كما تتميز مجلة الأخلاق الإسلامية بكونها أول مجلة أكاديمية متخصصة في الأخلاق الإسلامية على مستوى العالم.

March

فرص شاملة

الشمولية هي واحدة من السمات المميزة لمنظومة التعليم في مؤسسة قطر، ويظهر ذلك جليًا في سياق الرياضة وتمكين المجتمع، من خلال برنامج كرة القدم لكل القدرات التابع لمؤسسة قطر.

يوفر البرنامج فرصة لدروس رياضية مجتمعية ميسورة التكلفة لتصبح متاحة بسهولة أكبر للأطفال والكبار الذين يعانون من إعاقات جسدية وإدراكية، والصم، وذوي التوحد، وغير ذلك من فئات صعوبات التعلم. ومنذ إطلاقه، نظّم البرنامج مئات الدروس التي تساعد على ضمان حصول الأشخاص من كل القدرات على فرص رياضية عالية الجودة.

وفي مارس، نمت هذه الفرص، إذ عملت مؤسسة قطر بالتعاون مع برنامج الجيل المبهر التابع للجنة العليا للمشاريع والإرث، على توسيع نطاق برنامج كرة القدم الشامل لضمان إتاحة الفرص الرياضية لمزيد من الشباب ذوي الاحتياجات الخاصة في جميع أنحاء قطر.

وبالحديث عن توسيع نطاق برنامج كرة القدم وتقديمه في كل من أكاديمية قطر – الخور، وأكاديمية قطر - الوكرة، قال ريان موينارد، كبير أخصائيي كرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة ومدرب في مؤسسة قطر: "تعتبر الرياضة مجالًا عالميًا ومصدر استمتاع لمختلف الشرائح المجتمعية بغض النظر عن أعمارهم وقدراتهم، ونحن في مؤسسة قطر ملتزمون بتوفير الفرص الرياضية المجتمعية وإتاحتها للجميع للاستفادة منها، وهذا ما يعكس البيئة المنفتحة والمرحبة بالجميع التي تتمتع بها مؤسستنا".