Qatar Foundation 2021: THE YEAR IN REVIEW

January

القوة المحركة للتغيير

مع استمرار تفشي جائحة (كوفيد-19) على العالم، حمل عام 2021 معه تحديات قائمة وجديدة، يتطلب التغلب عليها مزيدًا من الابتكار، والتعاون، وتوظيف قدرات الإنسان.

وهذه هي القدرات التي عكفت مؤسسة قطر على إطلاقها منذ تأسيسها قبل أكثر من 25 عامًا، ضمن بيئة متعددة الأبعاد والمعارف تجمع بين التعليم، والبحوث والابتكار، والتنمية المجتمعية، حيث يتعلم الناس من مختلف الأعمار والاهتمامات والثقافات والمواهب، حيث يبتكرون ويستكشفون ويبدعون، ويغتنمون الفرص التي توفرها لهم مؤسسة قطر.

فرص تولّي القيادة، والبحث عن الحلول، وإحداث الفرق. فرص أن نكون "طلبة للتغيير".

طوال عام 2021، أحدثت مؤسسة قطر بالتعاون مع شركائها تغييرًا يصبّ في صالح قطر والعالم بأسره، وهذا هو سبيلنا.

January

الكشف الدقيق

اكتساب المعرفة الجديدة هي جوهر البحث عن التغيير. في يناير، أطلق معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، أحد المراكز البحثية الثلاثة التابعة لجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، ومركز الحسين للسرطان في الأردن، بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية، مبادرة استراتيجية لفهم تعقيدات سرطان الثدي أحد أكبر التحديات الصحية في المنطقة العربية بشكل أفضل. في هذا المجال، يسعى علماء من قطر والأردن إلى اكتشاف المُحددات الجزيئية والجينية الجديدة المرتبطة بالإصابة بمرض السرطان في الوطن العربي، وهو ما يمكن أن يساعد في التعرّف على العائلات التي لديها مخاطر جينية مرتفعة للإصابة بسرطان الثدي ورصده، وتمكين عملية الوقاية، والكشف المبكر، والعلاج، وتحسين نسبة النجاة لمرضى سرطان الثدي. يمكن لأبحاثهم أيضًا أن تمهد الطريق لمزيد من العلاجات الشخصية للمرضى.

يقول الدكتور عمر الأجنف، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي: "يمكن أن يحدث سرطان الثدي نتيجة لأسباب وراثية أساسية مختلفة. ويُفسح هذا التباين مساحةً للمجالات المتنامية للطب الشخصي الذي يمكن أن يؤدي إلى تحقيق فوائد هائلة للمرضى من خلال دراسة الأسباب الكامنة". وأضاف:" من المتوقع أن يسفر التحليل الجيني عن نتائج مهمة من شأنها تسريع تطبيق الطب الشخصي وتحسين رعاية المرضى."

January

تطوير رؤى رقمية

خمسة كيانات فقط في هذا العالم، حصلت على منح من عملاق شبكات التواصل "فيسبوك" لتناول موضوع الخصوصية الرقمية، وكان من ضمن هذه الكيانات معهد قطر لبحوث الحوسبة التابع لجامعة حمد بن خليفة.

ويجمع المشروع علماء من معهد قطر لبحوث الحوسبة، وكلية العلوم والهندسة في جامعة حمد بن خليفة، وجامعة نورثويسترن في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، وجامعة كوبنهاجن. ويدرس المشروع المخاوف المتعلقة بالخصوصية الرقمية في 21 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويحول البيانات إلى شرائح من المستخدمين بناء على سلوكياتهم ومخاوفهم بشأن الخصوصية الرقمية وموقفهم تجاهها.

كما شهد شهر يناير انطلاق تعاون بين معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة التابع لجامعة حمد بن خليفة والمؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء) من أجل تعزيز جهود قطر الرامية إلى تحقيق الأمن المائي، وسيتيح هذا التعاون لكهرماء الاستفادة من الخبرات التي تضمها مختبرات معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، إضافة إلى إطلاق مشاريع بحثية مشتركة.

قال الدكتور مارك فيرميرش، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة: "يدعم هذا المشروع الابتكار والتطور بما يعكس أهداف دولة قطر لمجتمع مستدام ذاتيًا وتتوفر فيه متطلبات الحياة العصرية للمدن الذكية".

January

مكاسب الطلاب الموهوبين

في شهر يناير، حصل الطلاب الموهوبون الذين كانت فرص تعلمهم محدودة سابقًا في قطر، أو الذين اضطروا للسفر خارج البلاد لتلبية احتياجاتهم، على دعم جديد، حيث أعلنت مؤسسة قطر ومركز جونز هوبكنز للشباب الموهوبين عن برنامج مصمم خصيصًا لهم.

وتقدم برامج إثراء الموهوبين، التي أطلقتها مؤسسة قطر مع مركز جونز هوبكنز للشباب الموهوبين، دورات إثراء تفاعلية عبر الإنترنت، من تطوير وتقديم مدربين وخبراء في مركز جونز هوبكنز للشباب الموهوبين، من أجل تحديد المتعلمين الموهوبين وتنمية مواهبهم.

ويعتبر مركز جونز هوبكنز للشباب الموهوبين رائدًا عالميًا في مجال تعليم الموهوبين. وقالت سينثيا بولتون، مديرة تعليم الموهوبين، التابع للتعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر: "في مؤسسة قطر، نحن ملتزمون بتطوير وتطبيق النماذج والممارسات المبتكرة التي يمكنها التأثير على التعليم وتحسينه بشكل مستمر في جميع أنحاء قطر والمنطقة. والاتفاقية مع مركز جونز هوبكنز للشباب الموهوبين مثال على هذا الالتزام".

January

حيث تجدُ الأصوات من يُنصت إليها

في إحدى مدارس مؤسسة قطر، اكتشف الطلاب أفكارهم وكيفية التعبير عنها، وذلك من خلال فصل دراسي مصمم خصيصًا لمساعدتهم على معرفة كيف يمكنهم أن يكونوا صانعي التغيير في مجتمعاتهم، باستخدام كل الأدوات المتاحة من الشعر إلى البودكاست. وقد ابتكرت ميليسا كانديدو، المعلّمة في أكاديمية قطر- السدرة، فكرة هذا الفصل الدراسيّ الحديث الذي يركّز على تعليم الطلاب كيفية التعبير عن آرائهم وتنمية حسّ المشاركة لديهم.

وقالت ميليسا كانديدو: "بالنسبة للطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عامًا، فإنه من المهمّ للغاية تطوير رأي خاص يعبّر عنهم، وإيجاد هذا الرأي، ومعرفة كيفية التعبير عن آرائهم. ويعد هذا الفصل للمنهج الدراسي بمثابة فرصة للجميع للالتقاء والتواصل، مهما كان مستوى فهمهم للحركات الاجتماعية وما تعنيه، وأيًا كان المكان أو الزمان الذي يتواجدون فيه، وذلك لكي يتحاوروا ويتناقشوا، لأن هذا النوع من النقاش دائمًا ما يكون مهم جدًا لكلّ الأطراف".

كما تتم استضافة مجموعة من المتحدثين المميزين بما في ذلك الكُتّاب، وصانعي الأفلام، والناشطين الحقوقيين، ويركز المحتوى بشكل أساسي على أمثلة معينة مثل الحركة الاجتماعية (حياة السود مهمة)، ويتضمن أيضًا موضوعات أخرى، مثل الربيع العربي وحرب فيتنام. وبحسب كانديدو، فقد صمم هذا الفصل الدراسي ليشمل أسئلة ذات مفاهيم واسعة، على سبيل المثال: ماذا يعني أن يكون لديك رأي؟ وكيف ومتى تعبّر عن رأيك؟ وما هو الوقت الأنسب لذلك؟

January

في منظومة التعلّم

أكّد عدد من أعضاء هيئة التدريس في مدارس مؤسسة قطر أهمية التعليم والشمولية التي يسهل الوصول إليه، بصفتهما الركيزتين الأساسيتين في المنظومة التعليمية لمؤسسة قطر، وذلك خلال فعالية افتراضية، أقيمت في شهر يناير، عززت فرص أولياء الأمور في اختيار المدارس التي يُمكنهم تسجيل أطفالهم فيها، من خلال استكشافهم مجموعة متنوعة من المدارس والمراكز المتخصصة في إطار التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر.

كما ركزت الندوات التي ضمتها الفعالية على موضوعات مثل التعلّم ثنائي اللغة، وتعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والتعليم التقدمي، وكيف يكون أولياء الأمور شركاء في الرحلة الأكاديمية لأطفالهم، وكذلك الدعوة إلى "التزام مجتمعي" من أجل حماية حق الطفل في التعليم.

وقال ماثيو كامبيون، مدير أكاديمية ريناد، وهي مدرسة متخصصة في مؤسسة قطر لمساعدة الأطفال ذوي التوحد: "لدى الطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة حق متساوٍ في الوصول إلى التعليم، وهذا يتطلب جهودًا على المستوى الوطني لتعزيز الوعي بهذه الاحتياجات وفهمها، ومن الضروري أن يتمكّن جميع الطلاب من الوصول إلى مناهج دراسية كاملة وهادفة تمكّنهم من مواجهة التحديات، والازدهار، والإنجاز".

January

تفاعل وابتكار وفوز

بعد 20 شهرًا فقط من افتتاحه، تغّلب أول متحف إعلامي في العالم العربي ومقره مؤسسة قطر على المنافسين الدوليين ليحصد جائزة رقمية عالمية كبرى. فقد فاز مجلس الإعلام، هو المتحف المبتكر المتخصص في استكشاف قضايا الصحافة والتواصل والإعلام، في جامعة نورثويسترن في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، بجائزة رقمية مرموقة عن فئة البيئة التعليمية، وذلك في حفل توزيع جوائز إكسبو 2020 للافتات الرقمية. وذلك تقديرًا لتميّزه في استخدام شاشات العرض الرقمية والتكنولوجيا لجذب الزوار والمشاهدين وتعزيز تجربتهم التفاعلية. وقد حصد المجلس جائزة "أبكس" في فئة البيئة التعليمية، التي شهدت منافسات بينه وبين عدد من الجهات الدولية الرائدة أيضًا في هذا المجال، مثل مركز بيل وميليندا غيتس لعلوم الكمبيوتر والهندسة.

وبعد عملية تطوير خضع لها مختبر الابتكار الإعلامي في جامعة نورثويسترن في قطر خلال الفصل الدراسي الماضي، سيُعرف الآن باسم مختبر التقدم الرقمي وتطبيقات الوسائط (ضامة). وتحت قيادة إريك إسبيغ، سوف يبني المختبر مجتمعًا من المصممين والصحافيين والباحثين والطلبة والمعلمين الذين سيعملون على تجارب سرد القصص والبحوث.

وقد أوضح إريك إسبيج، اختصاصي الوسائط الرقمية الإبداعية في الجامعة أن:"مختبر ضامة مصمم لزيادة الوعي ودعم التكنولوجيا والابتكار خارج الجامعة، وإتاحة ذلك في المدارس".

January

إدارة الأعمال في عالم المعرفة

تم تقديم نهج مبتكر للتعلم في جامعة أخرى من الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، وذلك في شكل مقهى مختلف أطلق عليه اسم The Data Viz Cafe، وهو مقهى لا يقصده الطلاب من أجل احتساء قهوة الإسبريسو واللاتيه، فهو موقع إلكتروني افتراضي لشركة وهمية تم تطويره لفصل دراسي في جامعة جورجتاون في قطر حيث سيتعلم طلاب الشؤون الدولية كيفية تصور البيانات وتحليلها خلال هذا الفصل الدراسي.

من خلال تحليل معاملات المقهى، يتعلم الطلاب دور البيانات في مساعدة شركات القطاع الخاص على اكتساب ميزة تنافسية، كما يشرح محاضر الفصل روبرت لوز: "قد يشكل وجود مجموعة بيانات تضم أكثر من 230.000 سجل وطلب فرديّ أمرًا صعب التحليل. وهذا هو الموضع الذي تأتي فيه تحليلات البرامج والبيانات لبلورة المشهد حيث يتعلم الطلاب كيفية التعامل مع بيانات المقهى من منظور مرن، واكتشاف أفضل طريقة لتصور البيانات بهدف تقديم الصورة الصحيحة".

January

عين ناقدة

الإسلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، وكوفيد-19، ثلاثة موضوعات جمعتها معًا في مكان واحد إحدى كليات جامعة حمد بن خليفة في يناير، ليناقشها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي، والمؤثرون، والمفكرون، والعلماء، من المجتمعات الإسلامية حول العالم.

وقد استضافت كلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة ندوة بعنوان #الجيل_الإسلامي_الحالي تناولت استخدام المسلمين لوسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك استخدامها خلال الجائحة، وتأثيرها على الشباب المسلم، وذلك بمشاركة مجموعة من كبار المفكرين والباحثين لإدارة المناقشات مع أمل قصير، الشاعرة السورية الأمريكية الحائزة على جوائز دولية؛ والدكتور كريج كونسيداين، المؤلف والباحث والمفكر المتخصص في قضايا الحوار بين الأديان، والدكتور خالد بيضون، الباحث الرائد في مجال الإسلاموفوبيا.

وصرَّح الدكتور إفرين توك، الأستاذ المشارك والعميد المساعد لمبادرات الإبداع والتقدم المجتمعي في كلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة: "نظرًا للتحديات الحالية، لا سيما بعدما أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تشكل جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فإننا ملزمون كمؤسسة أكاديمية بالتركيز على التأثير الذي تحدثه وسائل التواصل الاجتماعي على الشباب المسلم والدور الذي يؤدونه على هذه المنصات."

January

الترحيب بالجميع

تتميّز المدينة التعليمية ببيئتها المتنوعة، المنفتحة، والشاملة، التي تتيح فرصة المشاركة لكافة أفراد المجتمع. وقد أكد هذا شهر يناير من خلال ما ضمه من شراكات وتحولات رقمية.

عرض متجر هدايا المدينة التعليمية التابع لمؤسسة قطر المنتجات المصنوعة يدويًا من قبل النساء والأطفال في مركز الحماية والتأهيل الاجتماعي "أمان"، ما منحهم نافذة لعرض إبداعاتهم، وسيتبع هذا التعاون تعاون مماثل بين متجر الهدايا وأمان في وقت لاحق، إضافة إلى التعاون مع مركز الشفلح للأطفال ذوي الإعاقة، ووزارة الداخلية.

كما أتاحت مؤسسة قطر طريقة جديدة أمام المجتمع لاستكشاف المدينة التعليمية، وذلك من خلال إطلاق تطبيق المدينة التعليمية المجاني. وقالت مشاعل حسن النعيمي، رئيس تنمية المجتمع في مؤسسة قطر: "إنّ كلّ ما تقدّمه مؤسسة قطر من خلال المدينة التعليمية مُصمَّم لإحداث التأثيرات الإيجابية في حياة الناس وتمكينهم. ونتطلع من خلال تطبيق المدينة التعليمية والمنصات الرقمية التابعة لها، إلى الترحيب بمزيد من الأفراد والعائلات في المدينة التعليمية، وندعو الجميع للاستفادة ممّا نوفره في مساحتنا التي تُعدّ منزلًا للجميع".