Qatar Foundation 2021: THE YEAR IN REVIEW

August

في رحاب التعلّم

بعد عام من التعلّم عن بُعد بسبب جائحة (كوفيد-19)، رحّبت الفصول الدراسية وقاعات المحاضرات بعودة الطلاب بداية العام الدراسي الجديد لعام 2021 في مؤسسة قطر.

في أعقاب انخفاض أعداد حالات الإصابة بفيروس (كوفيد-19) في ذلك العام، نتيجة برنامج التطعيم والإجراءات الوقائية التي أطلقتها وزارة الصحة العامة في دولة قطر، تعزز الحضور الفعلي في جامعات المدينة التعليمية، حيث اختبر الطلاب بيئة معرفية فريدة من نوعها توفرها مؤسسة قطر.

وقد ضمّ الجسم الطلابي في جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، والجامعات الدولية السبع الشريكة للمؤسسة ما يزيد عن 3000 طالب وطالبة من أكثر من 100 بلد. وفي الوقت الذي يستهلّ فيه الطلاب دراستهم في المدينة التعليمية، أو يُكملونها، فإنهم يفعلون ذلك مدركين أنهم عند تخرّجهم سيكونون مؤهلين للنجاح، والإسهام في المجتمع، وإحداث التغيير الإيجابي حالهم كحال الشباب في أي مكان من هذا العالم.

August

الهدف واحد وسط التنوع

في معرض حديثه عن رؤيته للجامعة مع استقبالها أكثر من 300 طالب وطالبة جدد، قال الدكتور مايكل جيه بينيديك، وكيل جامعة حمد بن خليفة: "ما يُميّز جامعة حمد بن خليفة هو القدرة على تجميع المعلومات، واستخدامها لحل مشكلة ما، ونتوقع أن يتخرّج طلابنا كمبدعين ومتخصصين في حل المشكلات. وسيساعد العديد منهم في حل التحديات الاجتماعية، بينما سيغادر الآخرون بصفتهم رواد أعمال يؤثرون بشكل مباشر على الاقتصاد محليًا وعالميًا."

شهد العام الأكاديمي 2021-2022 في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، أكبر تنوع من حيث جنسيات الطلاب المسجلين في الجامعة عبر مختلف السنوات والتخصصات، إذ يمثل الطلاب 53 دولة من حول العالم، منهم نحو 40 في المائة من القطريين. وقد بلغ عدد الطلاب 439 طالب وطالبة في عام 2021 وهو ثاني أعلى عدد ضمته الجامعة فيما سجّلت الجامعة انضمام 117 طالب وطالبة جديدة من 33 دولة.

وعبّر الدكتور مايكل تريك، عميد جامعة كارنيجي ميلون في قطر، عن سعادته إزاء ذلك، قائلًا: "من الرائع أن يكون طلابنا من القطريين، ومواطني دول الجوار، ودول العالم الأخرى. فهذا التنوع يؤكد أن المدينة التعليمية تمثل وجهة متميزة للدراسة، يقصدها الطلاب من مختلف أنحاء العالم تحدوهم رؤية مشتركة للتعلم واكتساب المعرفة وفهم مستجدات العالم حولهم".

August

بداية الرحلة

رحّب أمير بيربتش عميد جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، بالطلاب الجدد مع استئناف الجامعة التعليم بالحضور الفعلي، وقال: "علمتنا السنة الماضية أن القيود لا يمكنها كبح الإبداع. على العكس من ذلك، تعمل هذه القيود على ازدهار جامعتنا".

وأضاف: "ليس لدي أدنى شك في أن كلًا منكم قادر على فعل الشيء نفسه. لقد عملتم جميعًا على مواجهة التحديات والعقبات التي واجهتكم للالتحاق بهذه الجامعة الرائدة في الفنون والتصميم بالمنطقة، واليوم حان دوركم كي تزدهروا".

وعلى صعيد آخر، وخلال حفل استقبال الطلاب الجدد المنضمين إلى جامعة جورجتاون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، وعددهم 113 طالب وطالبة، يمثلون نحو 40 دولة، رحّب الدكتور جون جيه ديجيويا، رئيس جامعة جورجتاون، بالطلاب، قائلًا: "إنكم تمثلون أملًا كبيرًا لنا، ونحن نتطلع إلى انضمامكم إلينا في الرحلة الاستثنائية المقبلة".

وأما جامعة نورثويسترن في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، فتتألف الدفعة الأكبر والأكثر تنوعًا فيها من أكثر من 130 طالب وطالبة يمثلون حوالي 60 جنسية، بمن فيهم أول طالبة صربية في الجامعة، ونجمة عزف الكمان الصاعدة سارة مظفري، التي قالت إنها تخطط لاستخدام شغفها بالعزف على الكمان "لسرد قصص الهوية والانتماء".

August

الترابط لإحداث تأثير

تَجسّد الترابط الفريد من نوعه بين الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر مجددًا في أغسطس، وتحديدًا في المدينة التعليمية، حيث اشتركت جامعتان من الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر بتقديم دورة جديدة صُممت خصيصًا لإعداد قادة في مجال الأعمال. فقد أعلنت جامعة نورثويسترن في قطر وجامعة جورجتاون في قطر عن تقديم دورة التعليم التنفيذي في مجال التفاوض والتواصل الفعّال. وفي سياق تعليقه على تعزيز المهارات، قال هايرو لوغو-أوكاندو، مدير قسم التعليم التنفيذي والدراسات العليا في جامعة نورثويسترن قطر: "لا نبالغ إذا أشرنا إلى أهمية مهارات التفاوض الفعّال في بيئة الأعمال التجارية العالمية اليوم".

تبع هذه الدورة برنامج جديد فرعي ومتخصص يركز على الدراسات الإفريقية ويوفر بالتعاون مع هاتين الجامعتين. ومن جانبه علّق الدكتور أحمد دلال، عميد جامعة جورجتاون في قطر: "إن اتساع هذا التخصص الفرعي وعمقه وما يتبعه من أبحاث أصبح ممكنًا من خلال الجهود المشتركة للأساتذة الذين حددوا الحاجات واستفادوا بشكل إبداعي من النظام التكاملي متعدد التخصصات للمدينة التعليمية في مؤسسة قطر ليتمكنوا من صياغة البرنامج الذي يخدم الكيانات الطلابية والدارسين والدولة". وأضاف: "من خلال جهودنا المشتركة، سيتحقق النفع للجميع".

August

الموسيقى والتحديات الصحية

اشترك متخصصون في التدخلات الموسيقية، وعلماء أعصاب، وأطباء وموسيقيون في إعداد دورة إلكترونية تدريبية أطلقتها وايل كورنيل للطب– قطر، وركزت من خلالها على التدخلات الموسيقية في الاستجابة لعدد من التحديات الصحية المختلفة.

ويُستعان بالتدخلات الموسيقية في إدارة عدد من التحديات الصحية، منها عيوب النطق والأمراض العصبية مثل باركنسون والزهايمر ومشكلات الصحة العقلية وغيرها. وتشمل الدورة التي طرحتها وايل كورنيل للطب - قطر، والتي توائم احتياجات سكان منطقة الشرق الأوسط، تاريخ التدخلات الموسيقية بالمنطقة، إلى جانب استخدام الآلات الموسيقية والأصوات والموسيقى الشرق الأوسطية لأغراض علاجية.

تقول الدكتورة غزلان بن دريس، الأستاذ المساعد لعلم الأحياء في وايل كورنيل للطب - قطر: "لأن الموسيقى ليست دواء ذا تركيبة وجرعة متطابقة لكل مريض، فإننا نشهد تطوّر طب الموسيقى الدقيق، وفيه تتمّ مراعاة الخلفية البيئية والثقافية لكل مريض على حدة ومن ثم صوغ خطة متوائمة بدقة مع احتياجاته الفردية".

كما أعلنت وايل كورنيل للطب- قطر عن برنامج شهادة جديدة ويُعقد افتراضيًا، يهدف إلى تعريف العاملين في المهن الطبية بأهمية مختلف العلوم الإنسانية الطبية والفنون خلال تقديم الرعاية الصحية للمريض.

August

تنشئة المبدعين في مجال التكنولوجيا

رغم عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة في شهر أغسطس، فإن التعلم لم يتوقف في مؤسسة قطر التي أتاحت لطلاب المدارس المتوسطة في جميع أنحاء دولة قطر، فرصة تطوير مهاراتهم في التعامل مع الحاسوب ومهاراتهم الحياتية على حد سواء، وذلك خلال العطلة الصيفية.

فقد طرح معهد قطر لبحوث الحوسبة التابع لجامعة حمد بن خليفة أنشطة تعليمية مبتكرة في مخيمه الصيفي "ركن الابتكار"، ومن بينها برنامج عُقد على مدار أسبوعين بهدف تعليم طلاب الثانوية العامة أساسيات تصميم مواقع الإنترنت، والبرمجة، والتعامل مع الإلكترونيات والتفكير الحسابي، فضلًا عن تنمية مهاراتهم الإبداعية والابتكارية ومهارات حل المشكلات والعمل الجماعي، وذلك بإشراف العلماء ذوي الخبرة في معهد قطر لبحوث الحوسبة.

وفي هذا السياق قالت إكرام زيداني، منسقة ركن الابتكار في المعهد: "يُمكّن ركن الابتكار المشاركين والمشاركات الشباب من أن يصبحوا مبدعين في مجال التكنولوجيا، وتعلّم كيفية الاستكشاف، والابتكار، وحل المشكلات، بحيث يتمكنون من معايشة التطبيقات العملية للعلوم، والتكنولوجيا، والهندسة والرياضيات في حياتهم اليومية. ونحن من خلال منحهم تجربة تعليمية صيفية ممتعة نسعى لتحفيز شغفهم بالتكنولوجيا ومساعدتهم على استكشاف اهتماماتهم المهنية في المستقبل".

August

دعم الشركات الناشئة

وفّرت واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو قطاع البحوث والتطوير والابتكار في مؤسسة قطر، للشركات القطرية الناشئة حافزًا جديدًا للعمل من خلال إرساء شراكة جديدة مع العملاق الدولي للتكنولوجيا شركة مايكروسوفت، وذلك في شهر أغسطس.

وسيتاح للشركات الناشئة المُحتضنة في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا عبر هذه الشراكة التأهل لبرنامج الشركات الناشئة الشهير لمايكروسوفت لأول مرة، موفرًا لهم بذلك الخدمات السحابية والإشراف من قبل أهل الاختصاص، فضلًا عن توفير الدعم بناءً على الاحتياجات المحددة لكل شركة. وقالت لانا خلف، المديرة العامة لشركة مايكروسوفت في قطر: "ستوفر هذه الشراكة منصة مثالية للشركات الناشئة التي تتخذ من قطر مقرًا لها لتسريع نموها من خلال الجمع بين الشركاء المناسبين ومساعدتهم على النمو من خلال إزالة الحواجز التي تعوق دخولهم أسواقًا جديدة إقليميًا وعالميًا".

كما شهد شهر أغسطس، إبرام شراكة بين واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا وبنك قطر للتنمية بهدف تقديم الدعم للشركات الناشئة، مثل استكشاف فرص الاستثمار المشترك المحتملة، بالإضافة إلى انطلاق الدورة الرابعة من الأكاديمية العربية للابتكار لعام 2021، أكبر برامج ريادة الأعمال في المنطقة، والتي نظمتها واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا بالشراكة مع الأكاديمية الأوروبية للابتكار.ويهدف البرنامج الافتراضي إلى تزويد طلاب الجامعات والخريجين من جميع أنحاء الوطن العربي بالمهارات والأدوات التي تلزمهم لتطوير أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع ناشئة خلال 12 أسبوع فقط.

August

العائلات أولًا

يوفر برنامج "أنا وطفلي"، الذي يندرج تحت مبادرة "قطر تقرأ" الهادفة إلى تعزيز ثقافة القراءة بين جميع أفراد المجتمع في قطر، موادًا تعليمية للأطفال منذ الولادة وحتى عُمر السنتين. ويتجاوز ما يقدمه البرنامج موضوع القراءة، إذ تتمثّل أحد عناصره الأساسية في توفير الدعم بمجال الصحة. وقد تجلّى هذا المفهوم في شهر أغسطس، حيث شددت مبادرة "قطر تقرأ" بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية على أهمية أن تُعبّر النساء في قطر عن أنفسهن مع الأخصائيين المعنين إذا كنّ يواجهن تحديات تتعلق بالصحة النفسية.

وفي جلسة تناولت خدمات الدعم النفسي والاجتماعي النسائي المتاحة لهن، قال الدكتور ماجد العبدالله، استشاري أول ورئيس قسم الطب النفسي، في مؤسسة حمد الطبية: "أغلب الأفراد يمكنهم العيش بشكل جيد وبحالة نفسية صحية، طالما لديهم الفرصة للتحدث مع شخص ما، فمن المهم حقًا مشاركة تجاربهم مع الطبيب والأخصائي النفسي حتى يتمكنوا من الحصول على المساعدة التي يحتاجونها".

August

رفع الوعي بطيف التوحّد

في شهر أغسطس، أُتيحت المزيد من الموارد التعليمية والمرتبطة بالتوحّد في اللغة العربية، ويعود الفضل في ذلك إلى طلاب الماجستير بمعهد دراسات الترجمة التابع لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة حمد بن خليفة.

وفي غضون شهر واحد، تمكّن الطلاب من ترجمة أكثر من 60 مقطعًا مرئيًا يتناول جوانب شتى متعلقة بالتوحد إلى اللغة العربية، وستكون هذه المقاطع متاحة للمشاهدة عبر منصة "Learn Autism" على الإنترنت، وهي إحدى المنصات الرائدة في تقديم الموارد الرقمية الخاصة بالتوحد.

كما أضاف الطلاب مصطلحات وتعاريف جديدة باللغة العربية إلى مسرد بالمصطلحات المتخصصة بالتوحّد. وعلّق الدكتور رشيد يحياوي، الأستاذ المساعد في قسم دراسات الترجمة والترجمة الفورية في معهد دراسات الترجمة، قائلًا: "كان هذا المشروع فرصة رائعة لطلابنا لتطبيق ما تعلموه من مهارات والإسهام في تعزيز الوعي بقضية التوحد في دولة قطر وخارجها".

في هذا الصدد، قالت فاطمة أحمد، إحدى الطالبات المشاركات في المشروع: "كانت فرصة عظيمة لتوظيف كل ما تعلمته في البرنامج حتى الآن، واستكشاف طبيعة العمل في الترجمة السمعية البصرية عن قرب، إلى جانب تعزيز معرفتي بالتوحد".

August

سفراء من أجل التغيير

يتمثّل هدف برنامج سفراء مناظرات الدوحة إلى الجمع بين صنّاع التغيير الشباب الطامحين وبين الخبراء العالميين وقادة المجتمع للنظر بإمعان في المواضيع المتعلقة بالتحديات العالمية الملحّة ومناقشتها.

وفي شهر أغسطس، أعلنت مؤسسة قطر عن انتقاء 13 طالبًا جامعيًا في قطر من بين 36 شابًا وشابة من جميع أنحاء العالم ليكونوا ضمن المجموعة الأولى من برنامج سفراء مناظرات الدوحة.

وقد تقدم أكثر من 800 شاب وشابة من حول العالم للمشاركة في هذا البرنامج، الذي يُعقد بالشراكة مع "شيرد استوديوز"، وهي شركة عالمية ناشئة تركز على التعاون والشمول، من دول عدة وهي: الولايات المتحدة الأمريكية، البرازيل، وجنوب إفريقيا، والصين، والهند، وماليزيا، بالإضافة إلى دول من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وقال أمجد عطا لله، المدير الإداري لمناظرات الدوحة: "نحن نتطلع إلى استضافة هذه المجموعة الأولى المتميزة والمتنوعة من برنامج سفراء مناظرات الدوحة". وأضاف: "سيتخرّج المشاركون في برنامج السفراء مزودين بمهارات ومعارف جديدة ليكونوا قادة وروادًا في إحداث التغيير".