Qatar Foundation 2020: THE YEAR IN REVIEW

October

تغيير مبني على القيم

تُجسّد القيم الأخلاقية حجر الأساس لبناء مجتمع قوي ومتماسك، يتحلّى أفراده بالصفات الحميدة والسلوكيات الأخلاقية التي تعتبر محركًا لإحداث التغيير الإيجابي، والتي تُلهم الآخرين لفعل الخير من أجل الإنسانية جمعاء. 

جاء إطلاق جائزة "أخلاقنا" انطلاقًا من رؤية مؤسسة قطر ورسالتها الرامية إلى تمكين الأفراد في قطر -والشباب تحديدًا–  من إبراز الأخلاق الحميد والقيم والسلوك الإيجابي التي تعد الركائز الأساسية لبناء مجتمع مستدام ومتقدّم ومتناغم.  

تهدف جائزة "أخلاقنا" التي تم إطلاقها في عام 2017 إلى تكريم أفراد المجتمع في قطر ممن يجسدون مثالًا يُحتذى بطموحهم لنشر تلك الأخلاق عبر مشروعات أطلقوها لخدمة مجتمعهم ووطنهم، وإحداث التأثير الإيجابي في مجتمعاتهم، وتعزيز التضامن الاجتماعي، والحث على التعاطف مع الآخرين، وأن يكونوا قدوة وقادة الغد وصنّاع للتغيير. 

وفي عام 2020، أطلقت مؤسسة قطر جائزة "براعم الأخلاق"، والتي صُممت لتكريم طلاب المدارس الذين يُظهرون قيماً تشكل جوهر جائزة "أخلاقنا"، ويعملون على ترجمة هذه القيم في أفكارهم وأفعالهم وسلوكياتهم. 

October

المساهمة في المجتمع

في شهر أكتوبر، كرّمت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، مؤسس مشارك ورئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، الفائزين بالدورة الثالثة من جائزة "أخلاقنا" والدورة الأولى من جائزة "براعم الأخلاق"، وذلك خلال احتفالية "يوم أخلاقنا" التي أقيمت بالمدينة التعليمية. 

وقد توّج بجائزة أخلاقنا مشروع "أنا أقدر" الذي يقوده 10 طلاب ويهدف إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالأشخاص ذوي الإعاقة. وبدوره، تحدث فهد الحمد، من فريق مبادرة "أنا أقدر" عن هذا الفوز قائلاً: "هي جائزة ذات قيمة ومعنى كبير وشاركنا بها لنثبت دورنا ونرد الجميل الذي قدمته لنا الدولة". 

كان من بين المشاريع المرشحة للفوز بالجائزة، مشروع "مهندس الحياة"، وهو برنامج مصمم لإعداد قادة المستقبل من خلال طرح دورات استشارات تربوية، وباقة من الرحلات الخارجية والبرامج الصيفية. وكذلك مشروع "ناطق الإشارة الالكتروني"، وهو تطبيق إلكتروني يترجم حركة أيدي مستخدمي لغة الإشارة. 

أما فيما يتعلق بجائزة "براعم الأخلاق"،  فقد تم تكريم تسعة طلاب من الصف الأول إلى التاسع في المدارس في جميع أنحاء قطر لجهودهم والقيم والسلوكيات التي يتحلّون بها، وذلك في الفئات العمرية الثلاث للجائزة. 

October

منظومة متنامية

التزمت المؤسسة على مدار خمسة وعشرين عامًا بتوفير خبرات تعليمية وتربوية مُصممة خصيصًا لإطلاق وتنمية قدرات المبدعين، المفكرين، المبتكرين، صناع التغيير، وقادة المستقبل. 

في شهر أكتوبر، رحبت مؤسسة قطر بانضمام المدرسة السويسرية الدولية في قطر، والمدرسة القطرية الفرنسية فولتير، تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي التابع للمؤسسة. وبهذه الخطوة، تنضم هاتين المدرستين إلى رحلة مدارس مؤسسة قطر الرامية إلى تلبية احتياجات طلابها من عُمر ستة أشهر حتى المرحلة الثانوية، وتقديم تعليم عالمي المستوى متجذر في الثقافة والتراث العربي. 

بهذه المناسبة، صرحت بثينة علي النعيمي، رئيس التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر: "في العام الذي يوافق الذكرى الـ25 لتأسيس مؤسسة قطر، يسعدنا أن تستمر منظومتنا للتعليم ما قبل الجامعي- والتي بدأت بمدرسة واحدة- في التوسع من حيث الحجم والنطاق". 

أضافت:  "تنسجم رؤية هاتين المدرستين مع رؤية مدارس مؤسسة قطر ومضامينها الأكاديمية بالإضافة إلى مبادئنا ومعتقداتنا وثقافتنا المشتركة، ناهيك عن التزامنا معًا بتوفير تعليم رائد". 

October

ضرورة إحراز التقدّم

انعكس هذا الالتزام أيضًا خلال شهر أكتوبر من خلال منتدى التعليم والتعليم الذي نظمته مؤسسة قطر افتراضيًا، وجمع خبراء التعليم للنظر في كيفية جعل التعليم مستدامًا بعد أزمة كوفيد-19. 

خلال المنتدى الذي نظمه معهد التطوير التربوي التابع للتعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، تبادل المشاركون أفكارهم حول المجالات الأساسية لتصميم أنظمة التعلّم المستقبلية، والتي شملت كيفية بناء مجتمعات تعليمية شاملة وميسرة، وعولمة المناهج محليًا، وأساليب التعليم والتعلّم الشخصي. 

تحدث البروفيسور ملفين أنيسكو، المتخصص في التعليم بجامعة مانشستر، في الجلسة الافتتاحية للمنتدى وقال: "التغيير بلا شك هو أمر معقد وصعب، وعلى الرغم من ذلك، ينبغي علينا اتخاذ خطوات على مهل وتدريجيًا لنتمكّن من المضي قدمًا وإحراز التقدم". 

وأضاف: "ما يتعين على الناس فعله هو إظهار التزامهم بالتعاون: ليس فقط بالحديث عنه، ولكن من خلال المشاركة الفعالة فيه. يجب أن نشجع ثقافة الاستفسار وطرح الأسئلة باستمرار، بحيث تصبح المدرسة مكانًا للاستفسارات وجمع الخبرات". 

October

فضول يوّلد الاكتشاف

دفع فضول المعرفة بطالبتين بوايل كورنيل للطب – قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، للانضمام إلى الكفاح العالمي ضد كوفيد-19، وذلك من خلال إنجاز ورقة بحثية تقدّم فهمًا أدق وأعمق لتأثير فيروس كورونا المستجد على الحوامل والأمهات والمواليد الجدد على حدٍ سواء. عملت الطالبتان ريم شمس الدين وفرح وهبة على مراجعة حوالي 250 حالة حمل في أحدث المؤلَّفات الطبية، وأسفر ذلك عن التوصل إلى أدلة إضافية حول خطر انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل أثناء الرضاعة. وتعليقًا على ذلك، قالت شمس الدين: "تحثنا وايل كورنيل للطب – قطر كطلاب طب على أن نكون فضوليين في مجال المعرفة الطبية وأن نشارك مشاركة نشطة في قضايا الرعاية الصحية من حولنا، وإنجازنا لهذه الورقة البحثية المنشورة هو مثال على القيم الأكاديمية التي تُغرس فينا هنا في الكلية". 

في الوقت نفسه، أطلق طلاب جامعة نورثوسترن في قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، مشروعًا بحثيًا قائمًا على البودكاست، وهو عبارة عن مقابلات يتم إجراؤها مع أفراد المجتمع في الدوحة لزيادة الوعي بما تعنيه الحياة والعمل والدراسة والحياة الأسرية على أرضها. 

October

فرص مستدامة

حازت خريجة جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر على جائزة من أفضل جوائز التصميم في العالم، وذلك عن أعمالها الفنية المصنوعة من قصاصات الأقمشة. فازت راديا فسبيرس بونس، خريجة دفعة 2017 من جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، بجائزة Red Dot المرموقة عن أعمالها المستدامة، حيث فازت بالجائزة عن مفهوم تصميمها الذي يحمل عنوان: "التحول " والذي قامت به باستخدام المواد المستعملة والخردة، وهو عبارة عن مجموعة من المنسوجات اليدوية المصنوعة من الأقمشة المستعملة، والتي تم جمعها كتذكار من أشخاص وأماكن مختلفة. كما قام بعض المتبرعين بهذه القطع بإرسال وصف موجز لما تعنيه تلك القطع من القماش لهم في مراحل مختلفة من حياتهم. وهكذا تنضم راديا بونس إلى النخبة من الفنانين والمصممين الذين تم تكريمهم بهذه الجائزة. وعن فوزها تقول راديا بونس: "يشجع هذا العمل التفاعل الشخصي والحسي مع المشاهدين، مما يخلق إرثًا مستدامًا ودائمًا من اللحظات المؤثرة والممتعة والعادية التي تشكل حياتنا اليومية". 

في الوقت نفسه، توصل أعضاء الهيئة التدريسية والموظفون بجامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، إلى حلٍ جديد عندما واجهوا صعوبة في استيراد الكاميرات التقليدية القديمة ذات الثقب بسبب الاضطرابات الناجمة عن جائحة كوفيد-19 وتداعياتها على العمليات التجارية، والتي يحتاجها الطلاب خلال فصول الرسم والطباعة، فقاموا بصناعة تلك الكاميرات باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. 

October

بحوث محددة الأهداف

بالاستفادة من أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق، أجرت كلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة بحثًا حسابيًا حول خيارات العلاج المقترحة لفيروس كوفيد-19، وتحديد فعالية الأدوية المخصصة لعلاج الفيروس. تشير نتائج البحث الذي أجراه قسم تكنولوجيا المعلومات والحوسبة بالكلية – والمتاحة كأداة مفتوحة المصدر للعلماء والمتخصصين في مجال الرعاية الصحية في العالم للاطلاع عليها – إلى أن العقاقير المخفضة للكوليسترول ومضادات الفيروسات مثل دواء ريمديسيفير، ودواء ديكساميثاسون السترويدي القشري، ودواء إيفرميسيتين لمكافحة الطفيليات تعمل على تحسين الحالة السريرية وتقليل معدل الوفيات لدى المرضى الذين يتلقون العلاج في المستشفى بعد إصابتهم بالفيروس. طوَّر المشروع الدكتور تنوير علم، الأستاذ المساعد في قسم تكنولوجيا المعلومات والحوسبة بكلية العلوم والهندسة، وطالب الدكتوراه حمادة العبسي. ومن جانبه، علَّق الدكتور منير حمدي، عميد كلية العلوم والهندسة، على هذا المشروع قائلاً: "بفضل أبحاثهم، بات بإمكان الأطراف المعنية الآن استكشاف الأدوية والخيارات العلاجية الحالية لأمراض الجهاز التنفسي الأخرى. ويثير هذا الأمر إمكانية إجراء أبحاث أكثر كفاءة وتحديدًا حول أسباب انتشار فيروس كوفيد-19 وآثاره ووسائل علاجه."

October

منهج ذكي

خلال شهر أكتوبر، حققت مجموعة من الباحثين بكلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة، تقدمًا حاسمًا في هندسة أجهزة ذكية قابلة للارتداء يمكنها اكتشاف ومراقبة مجموعة من مؤشرات الصحة البدنية بدقة عالية وفي الوقت الفعلي – وهي فكرة كانت قد تبلورت قبل انتشار جائحة كوفيد-19. 

يُمكن أن يقوم النموذج الأولي من "الكمامة الذكية"، التي صُمِمتَ بحيث يمكن ارتداؤها مثل كمامات الوجه الطبية شائعة الاستخدام اليوم، بقياس المتغيرات مثل درجة حرارة الجسم، والتنفس، والرطوبة، وكذلك معدل الشهيق والزفير، وهو في طريقه للتسجيل للحصول على براءة اختراع. 

قال الدكتور أمين برماك، الأستاذ والعميد المشارك بكلية العلوم والهندسة: "الكمامات الذكية خطوة مهمة إلى الأمام على الطريق في مجال استخدام التكنولوجيا الذكية في الحياة اليومية للناس بهدف تحسين نوعية الحياة الحديثة. وسوف تبقى هذه التكنولوجيا لفترة طويلة بعد أن تصبح الجائحة الحالية ضربًا من الماضي". كذلك في أكتوبر، أعلنت كلية السياسات العامة بجامعة حمد بن خليفة عن إطلاق برنامج جديد لبحوث وتقييم السياسات الاجتماعية، وهو الأوّل من نوعه الذي يغطي دولة قطر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على نطاقٍ أوسع. 

October

دقة ورؤية

أشاد عضو الكونجرس الأمريكي باهتمام دولة قطر ونظرتها الاستباقية من حيث الاستثمار في الطب الدقيق من أجل صحة الأجيال القادمة، حيث زار مع اثنين من زملائه السياسيين الأمريكيين مؤسسة قطر. 

ضم الوفد كلّ من النائب إريك سوالويل، ممثل الدائرة الانتخابية الخامسة عشر في كاليفورنيا، الذي يقود جهودًا في الكونغرس الأمريكي للنهوض بالطب الدقيق - وهو أحد المجالات الأساسية التي تعد محط تركيز في الجهود التي تبذلها مؤسسة قطر في مجالات البحوث والتطوير والابتكار. 

وقال النائب سوالويل: "يمكن للطب الدقيق تحسين الوسائل العلاجية بشكل كبير وتقليل تكلفة الرعاية الصحية بصورة هائلة. كذلك يمكن للطب الشخصي تعزيز العلاجات الناجعة لدى المرضى، دون حاجتهم للخضوع للاستشفاء المكلف، مما يجعل النظم الصحية أكثر فعالية وكفاءة". 

وأضاف: "ينمّ تركيز دولة قطر على الطب الدقيق عن امتلاك بصيرة ونظرة استباقية، ومع الإنخفاض في تكلفة التسلسل الجيني، تزداد الفرص لتشخيص المرضى في وقت أقرب وعلاجهم بصورة أكثر فعالية". 

خلال الزيارة، تحدث عضو الكونغرس الأمريكي جيم هايمز، من ولاية كونيتيكت عن دولة قطر واصفًا إياها بأنها "تمثل نموذجًا للإصلاح في العالم العربي، ولها دور رائد في مجال حقوق المرأة"، كما أنها "بمثابة محور الشرق الأوسط وجسرًا بين العالم الإسلامي والغربي". 

October

مثال يُحتذى به

تسعى مؤسسة قطر لتكون الرائدة في مجال الاستدامة، وأن تكون مثالاً يُحتذى به – وخلال شهر أكتوبر، بيّنت مؤسسة قطر الأسلوب الذي تتبعه لتحقيق ذلك داخل بيئتها. 

جمعت مؤسسة قطر جهودها في هذا المجال في تقرير يوضح الجهود التي بذلتها  المؤسسة  للحد من استخدام المواد البلاستيكية التي تستعمل مرة واحدة داخل المدينة التعليمية، ليس فقط من خلال وضع السياسات، بل كذلك من خلال الحملات السلوكية والبرامج التوعوية التي توجه مجتمع مؤسسة قطر إلى تبني خيارات أكثر وعيًا بيئيًا. 

ساهمت هذه الحملات والمبادرات في التقليل من إهدار حوالي 112 ألف زجاجة بلاستيكية واستخدام 120 ألف كيس بلاستيكي في مؤسسة قطر، وانخفاض النفايات البلاستيكية في مواقع البناء بالمؤسسة بنسبة 20 بالمائة.  

 في هذا الصدد، قال وسيم العلمي، مستشار المبادرات الإستراتيجية في مؤسسة قطر: "لقد كان حظر المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في المدينة التعليمية فعالًا للغاية، ولكن ما نقوم به حاليًا لتمكين المجتمع من العمل من أجل البيئة وحمايتها، لا يقل أهمية عنه".