Qatar Foundation 2020: THE YEAR IN REVIEW

May

جاهزون لما يخبئه لنا المستقبل

قد يكون تم تأجيل احتفالات التخرّج هذا العام على خلفية تفشي جائحة كوفيد-19. لكن  بالرغم من ذلك، لم يتمكّن الوباء من إخماد الاحتفال في مؤسسة قطر خلال شهر مايو، الذي شهد انطلاق دفعة جديدة من صُنّاع التغيير من جامعات المدينة التعليمية إلى المرحلة التالية من مسيرتهم في الحياة، حيث انضم أكثر من 800 طالب من جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، والجامعات الشريكة الأخرى للمؤسسة، إلى صفوف خريجي مؤسسة قطر، مختتمين بذلك سنواتهم الدراسية التي أمضوها في رحاب بيئة تعليمية فريدة، ساهمت في صقل مواهبهم، وتوسيع مداركهم، وساعدتهم في تحديد المسار الذي سوف يسلكونه في المستقبل. على الرغم من التحديات غير المسبوقة التي فرضت على الطلاب خلال الأسابيع الأخيرة من الدراسة وفي ظل التحوّل المفاجئ إلى نظام التعلّم عن بُعد، إلا أن دفعة عام 2020 من خريجي مؤسسة قطر استطاعت أن تثبت قوّتها ومرونتها في وجه التحديات، وتم الاحتفاء بإنجازاتهم في فعاليات رقمية نظمتها جامعاتهم. 

May

مواجهة الشدائد

بهذه المناسبة، خاطب الدكتور أحمد مجاهد حسنه، رئيس جامعة حمد بن خليفة، زهاء 200 طالب وطالبة من الخريجين الذين أكملوا الأسابيع الأخيرة من الدراسة عبر منصات التعلّم الافتراضي، وقال: "يُسعدني أن أتقدم بالتهنئة لدفعة عام 2020 على إنجازاتهم الهائلة ومثابرتهم لإكمال تعليمهم على الرغم من التحديات الفريدة التي فرضتها تدابير احتواء كوفيد-19". 

ووجهت الأستاذة مريم المناعي، نائب الرئيس لشؤون الطلاب بجامعة حمد بن خليفة، نصيحة عبر الفيديو إلى خريجي الجامعة قالت فيها: "تذكروا الماضي، عيشوا في الحاضر، وتطلعوا إلى المستقبل". من جهته، تحدث أمير بيربيش، عميد جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، خلال فعالية افتراضية أقيمت للاحتفال بخريجي الجامعة، قائلاً: "إن الفنانين والمصممين ينمون في الشدائد". مضيفًا: "سأكرر مجددًا أمنياتي لكم جميعًا للخروج من هذا الوضع الحالي والصعب، أولاً وقبل كل شيء بصحة وقوة، ولكن ربما أيضًا بمنظور جديد للعالم وكيف يمكنكم المساهمة فيه بطرق ذات مغزى، على الرغم من كل الظروف". 

May

تجرأ كي تنجح

في خضم جائحة كوفيد-19، احتفلت وايل كورنيل للطب -قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، بتخريج 38 طبيبًا -  من بينهم 13 قطريًا – لتعكس بذلك ضرورة رعاية جيل جديد من روّاد الرعاية الصحية. وقد استلم الخريجين درجاتهم في فعالية رقمية من الدكتور جاويد شيخ، عميد وايل كورنيل للطب – قطر، وقال لهم: "شهد العالم في الآونة الأخيرة أحداثًا أظهرت لنا جميعاً أن مهنة الطب تتطلّب التزامًا أكثر من أي مهنة أخرى". مضيفًا: "لكن الأطباء لا يتوانون عن تلبية النداء لأنهم يجعلون نصب أعينهم غاية نبيلة ويتفانون بقية حياتهم من أجل تحقيقها".

May

تحليل مستقبل التعليم

مع تطلّع الخريجين إلى مستقبلهم، أُدرجت قضية مستقبل أنظمة التعليم العالمية على جدول الأعمال العالمي، وذلك بالتزامن مع إطلاق تقرير بحثي دولي برعاية مؤسسة قطر تناول ما يتعيّن على مؤسسات التعليم العالي فعله من أجل التصدّي للتحديات التي تواجهها والحفاظ على استمرارية عملها. فقد سلّط التقرير الصادر عن وحدة الاستخبارات الاقتصادية التابعة لمجموعة الإيكونوميست، بعنوان: "المدارس الفكرية الجديدة: نماذج مبتكرة للتعليم العالي"، الضوء على مجموعة من العوامل مثل تضاؤل التمويل العام، طرح التساؤلات حول قيمة التعليم العالي، واحتمالية أن تحلّ التكنولوجيا والأتمتة محل الوظائف مستقبلًا، والتي بدورها تضع الجامعات تحت ضغوضات جديدة ومتزايدة. في سياق ما فرضته جائحة كوفيد-19 على الجامعات من تبني نظام التعلّم عن بعد، وتعطّل أنماط التعليم التقليدية، يُقدم التقرير خمسة نماذج مبتكرة للتعليم العالي، ويوضح كيف تعالج تلك النماذج التحديات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. مع الكشف عن هذا التقرير، ناقش ثلاثة من قادة الفكر من ثلاثة قارات مختلفة مخرجات هذا التقرير، وتبادلوا وجهات النظر حول مستقبل التعليم خلال جلسة نقاشية إلكترونية نظمتها وحدة الاستخبارات الاقتصادية التابعة لمجموعة الإيكونوميست برعاية مؤسسة قطر. 

May

من الممكن إثبات أهمية التغيير

بمناسبة إطلاق هذا التقرير، قالت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع والرئيس التنفيذي للمؤسسة، في رسالة عبر مقطع فيديو، تم بثّه بداية الجلسة النقاشية: "إن المنظومة التعليمية العالمية تعمل بلا انقطاع، لدرجة أننا لم نوقفها يومًا للتحقق من مدى صلاحيتها وملاءمتها مع حياتنا الحالية وتطلعاتنا المستقبلية". 

أضافت سعادتها:" لكنّ الخبر الجيد هو أننا نعرف ما هو التغيير وكيف يبدو، كوننا نعيش اليوم في وسطه، هذه الجائحة أثبتت قدرتنا كمجتمعات على التغيير، ما كان يبدو مستحيلًا أصبح فجأة ممكنًا". 

تابعت سعادة الشيخة: "نحن مدينون للأجيال الحالية والقادمة بتغيير ما لا يلبي تطلعاتهم. اليوم، الصفحة الجديدة لم تعد حلمًا بعيد المنال. دعونا نستجمع شجاعتنا لنكون بحقّ طلاب علمٍ وسُعاة للمعرفة". 

May

نتعلّم من بعضنا البعض

في الوقت الذي تواصل فيه أنظمة التعليم في جميع أنحاء العالم التكيف مع أنظمة التعليم والتعلّم عن بُعد، أطلق معهد التطوير التربوي، جزء من التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، منصة تهدف إلى تمكين معلمي المدارس في الدولة من العمل معًا وتبادل الخبرات عبر الإنترنت لتحسين نتائج الطلاب عبر موقع إلكتروني مدعوم بالكامل من المعلمين ومصمم لتشجيعهم على مشاركة المعرفة. توفر هذه المنصة مساحة رقمية ملائمة لمشاركة الممارسات والمصادر التعليمية وتبادل الأفكار واستلهامها. وقالت فانيسا ميلر، مدربة رئيسية في مجال التبادل الإلكتروني للبيانات والمسؤولة عن تنسيق موقع التعليم الإلكتروني التابع للمعهد: "من المعروف أن التعلّم والتعاون بين الأقران يمثلان استراتيجيات تعلم مهنية قوية، وفي مؤسسة قطر لدينا العديد من المعلمين المؤهلين الذين يمكنهم مشاركة معارفهم وخبراتهم وأفضل الممارسات مع المعلمين الآخرين". كذلك جمعت مؤسسة قطر قادة من المدارس التقدّمية من خمسة دول لتسليط الضوء على دور الطلاب وأولياء الأمور في تشكيل بيئة التعلم الخاصة بهم. واستضاف التعليم ما قبل الجامعي ندوة "النهوض بالتعليم عبر المدارس التقدّمية" ناقشت أهمية الاعتراف بحق الأطفال في اتخاذ الخيارات والقرارات. تحدثت مريم الهاجري مدير عام مدرسة "أكاديميتي"  وهي مدرسة تقدّمية تعمل تحت مظلة مؤسسة قطر  قائلًة: "إن أهم الأشياء التي نحاول أن نبنيها هي شخصية المتعلم المستقلة، والعقلية الإبداعية القادرة على إيجاد حلول للتحديات".

May

سبّاقون في الريادة

كذلك واصلت مؤسسة قطر دعمها لجهود دولة قطر في مكافحة جائحة كوفيد-19 في شهر مايو، حيث عمل فريق مختبر تصنيع المواد في جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، مع مجموعة من المصنّعين والجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية لإنتاج أقنعة واقية للوجه، وذلك دعمًا لجهود العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية في دولة قطر. كما قامت جامعة تكساس إي أند أم في قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، بتزويد جمعية الهلال الأحمر القطرية بـ 1000 واقي وجه لحماية متطوعيها في ظل الظروف الحالية، وأتت تلك الخطوة بفضل الخبرات والمرافق المتطورة للتصنيع والطباعة ثلاثية الأبعاد في الجامعة. من جهة أخرى، أطلق الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، عضو مؤسسة قطر، دعوة الاستجابة السريعة، وهي وسيلة تمويلية جديدة مصممة لدعم المشاريع البحثية التي تهدف إلى مساعدة الأطفال ذوي التوّحد من منازلهم، وتطبيق إجراءات الحجر الصحي، وحماية الصحة النفسية للعاملين في قطاع الرعاية الصحية. بهذه المناسبة، قال الدكتور عبد الستار الطائي، المدير التنفيذي للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي: "في وقتٍ نواجه فيه جائحة عالمية، قرر الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي تكثيف جهوده لتولي قيادة البحوث ليس فقط في المنطقة، ولكن على مستوى العالم". 

May

أين تكمن أهمية العقول؟

أطلق الخبراء الدوليين تحذيرًا بأن تقديم خدمات الصحة النفسية في أنحاء العالم بات على "مفترق طرق"، وذلك خلال سلسلة محاضرات المدينة التعليمية في ثاني نسخة إلكترونية تم تنظيمها منذ بداية الجائحة. عُقدت الفعالية بعنوان: "الصحة النفسية في عالم كوفيد -19 من منظور دولي"، بالتعاون مع مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية  - مبادرة مؤسسة قطر العالمية في الصحة – وناقش خلالها المتحدثون من قطر والولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، وأفريقيا آثار الضغوطات التي فرضها جائحة فيروس كورونا المستجد على الرفاه النفسي للأفراد، والدعم اللازم توفيره للحفاظ على صحتهم النفسية والبدنية. خلال النقاش، قال بول فارمر، الرئيس التنفيذي لمنظمة "مايند"، المملكة المتحدة: "مع ما تواجهه الأنظمة الصحية من ضغوطات أكبر من حيث مشاكل الصحة البدنية، قد تتعرض الصحة النفسية للتهميش". مضيفًا: "إن تجاهل العواقب النفسية لهذه الأزمة يضاعف من العواقب المالية والصحية على مدى السنوات القادمة ربما". 

May

مشاركة التجارب الثقافية

بالإضافة إلى ذلك، احتفت مؤسسة قطر بشهر رمضان المبارك افتراضيًا من خلال الفعاليات التي نظمتها عبر الإنترنت للأفراد من كافة الثقافات، حيث تم تعزيز معارف الجمهور حول الشهر الفضيل، وأتاحت بذلك فرصة للتواصل بالرغم من القيود التي فرضتها جائحة كوفيد-19. 

شهدت الفعاليات التي نظمها فريق المشاركة المجتمعية في مؤسسة قطر بالتعاون مع "احتضن قطر"، مشاركة عدد من أفراد المجتمع لإحياء القرنقعوه، ليلة منتصف شهر رمضان المبارك، والاحتفال بعيد الفطر المبارك. إضافةً إلى ذلك، تعاون فريق المشاركة المجتمعية في مؤسسة قطر مع المبادرة الشبابية "طموح لإدارة العمل التطوعي" لتنظيم إفطار افتراضي جمع روّاد ومؤثري وسائل التواصل الاجتماعي من قطر وخارجها، للتعرّف على أجواء رمضان في قطر. بهذه المناسبة، قالت أميرة العجي، أخصائي برامج الثقافة والتراث في مؤسسة قطر: "تلك الفعاليات إنما تعكس إيماننا بأنه على الرغم من التباعد الجسدي، ما زال بوسعنا أن تجتمع ونلتقي لنحتفل، ونتعلم ولنشارك تجاربنا وخبراتنا". 

May

العلم قوّة

عكس شهر مايو أيضًا المصداقية وحسّ التعاون التي تتمتع بها منظومة البحوث والتطوير والابتكار في مؤسسة قطر، حيث حاز فريق بكلية العلوم والهندسة التابعة لجامعة حمد بن خليفة على منحة مدتها ثلاث سنوات من قسم التحديات الناشئة في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لاقتراح آليات أمنية مرنة ومصممة خصيصًا لشبكات إنترنت الأشياء. كذلك، وقَّع معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، اتفاقية مع جامعة كورتن في أستراليا لتوحيد الجهود في معالجة قضايا التآكل والصدأ في صناعة النفط والغاز. 

وأوضحت الدكتورة حنان فرحات، مدير أبحاث أول بمركز التآكل التابع لمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، أن الظروف البيئية في قطر تجعل المواد الهندسية أكثر عرضة للتآكل في مراحل مبكرة جدًا، وهو ما قد يكلف صناعة النفط والغاز خسائر فادحة. وقالت: "تهدف أبحاثنا إلى دراسة الأسباب الجذرية للتآكل وتحلل المواد، والتعرف على العوامل التي تساهم في حدوث هذا التآكل والتحلل، وتوفير الحلول للقضاء عليها".