Qatar Foundation 2020: THE YEAR IN REVIEW

March

إنجازات بارزة وتحديات جديدة

يعدّ شهر مارس الفترة الزمنية التي تبلورت خلالها قدرة مؤسسة قطر ومرونتها، وذلك في ظلّ التغيرات الحاسمة وغير المسبوقة التي فرضتها الجائحة سواء في عملنا أو حياتنا. قبل الشروع في تطبيق الإرشادات الصحية العامة نتيجة الجائحة، سجّلت المؤسسة في هذا الشهر إنجازات بارزة، من حيث التوسّع المستمر لنطاق عملها، ناهيك عن تشييد معالم معمارية جديدة ذات دلالات معنوية قيّمة. ففي هذا الشهر احتفى جامع المدينة التعليمية والذي يطلق عليه اسم "ذو المنارتين" بالذكرى السنوية الخامسة. بهذه المناسبة، قام المهندسين المعماريين علي مانجيرا وأدا يفارس برافو بزيارة إلى دولة قطر لمشاركة تجربتهما في تصميم هذه التحفة المعمارية التي تجسدّ التراث الإسلامي وتتوافق أيضًا مع الحداثة، وما يساعد على تحقيق رسالة التفاهم بين الأديان.

March

الرفاه للجميع

خلال شهر مارس أيضًا، شهدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، مؤسس مشارك ورئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، حفل الافتتاح الرسمي لنادي المدينة التعليمية للجولف، والذي تزامن مع استضافة النادي لبطولة البنك التجاري قطر ماسترز 2020، كذلك قامت صاحبة السمو بجولة على النادي حيث زارت مرافقه المتنوعة. يهدف هذا النادي إلى تعزيز رياضة الجولف في قطر وحثّ جميع أفراد المجتمع من كافة الفئات العمرية على زيارته والاستمتاع بممارسة رياضة الجولف، فضلاً عن كونه موقعًا لاستضافة المنافسات الكبرى. 

في هذا السياق، قالت مشاعل حسن النعيمي، رئيس تنمية المجتمع بمؤسسة قطر: "يعكس نادي المدينة التعليمية للجولف، من خلال الفرص التي يتيحها والقيم التي يتمتع بها كموقع هام، التزام مؤسسة قطر بتعزيز نمط الحياة الصحي والحيوي لأفراد المجتمع، والتأكيد على أهمية الرفاه، وأن الرياضة للجميع". وأضافت: "يتمتع النادي بالشمولية إذ يفسح المجال أمام الأطفال والبالغين والأسر بكاملها لاستكشاف لعبة الجولف والاستمتاع بفوائدها العديدة من حيث اللياقة البدنية، والجانب النفسي، والتفاعل الاجتماعي". 

March

توفير رعاية صحية متقدّمة للخيل

بعد ثلاثة أيام من افتتاح نادي المدينة التعليمية للجولف، افتتحت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، مؤسس مشارك ورئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، رسميًا، المركز الطبي البيطري للخيل الرائد في المنطقة، والمُصمم ليوفر خدمات الرعاية الصحية والبحوث البيطرية ذات الصلة بالخيل. 

بهذه المناسبة، قال خليفة العطية، المدير التنفيذي للشقب: "يحظى الخيل العربي باهتمام وتقدير وإعجاب كبير في دولة قطر والعالم العربي، إذ يُشكل رمزًا أساسيًا من رموز تراثنا الثقافي. إن المركز الطبي البيطري للخيل، وما يوفره من خدمات صحية بيطرية عالمية المستوى، يعكس بدوره مدى أهمية الخيل ومكانتها في مجتمعنا". وأضاف: "علاوةً على ما يقدمه المركز من خدمات الطب البيطري لملاّك الخيول في قطر والخارج، يتطلع المركز أيضًا ليكون رائدًا في ابتكار أحدث المعارف والبحوث الجديدة، وإتاحة الفرص لطلاب الدراسات العليا والعلماء، وتعزيز الوعي حول مهنة الطب البيطري في قطر". 

March

تطوّر الابتكار في الصحة

أطلق مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش"، إحدى مبادرات الرعاية الصحية العالمية التابعة لمؤسسة قطر، مسابقتين جديدتين، تُسهمان في تحقيق هدف القمّة المتمثلّ ببناء عالم أكثر صحة من خلال تعزيز التعاون الدولي. وتشكّل المسابقتين وهما "ومضة الابتكار" و"تسريع الابتكارات" منصة لرواد الأعمال الموهوبين، لتمكينهم من ترويج أفكارهم ومنتجاتهم بهدف تحسين تقديم خدمات الرعاية الصحية وتطوير جودتها. كذلك اعتمد مركز "سدرة للطب" مستشفى النساء والأطفال ومركز البحوث الطبية الرائد، منصة رقمية لمختبر الباثولوجيا التشريحية الرقمي الأول من نوعه للأطفال في الشرق الأوسط. وتعزّز الأمل في نفوس الباحثين بوايل كورنيل للطب – قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، مع احتمالية اكتشفاهم علاجًا لعدد من أنواع السرطان من خلال الاستعانة بعقار شهير يوصف مرارًا وتكرارًا لمرضى السكري في شتى أنحاء العالم. بالإضافة إلى ذلك، تمكّن الدكتور محمد يوسف، الأستاذ المشارك في الفيزياء في وايل كورنيل للطب - قطر، من ابتكار أصغر مثقاب في العالم الذي يقلّ في حجمه عن عرض الشعرة البشرية بمقدار 50.000 مرة أملًا في أن يكون لهذا الابتكار تطبيقات في إيصال الدواء إلى أجزاء مستهدفة داخل جسم الإنسان. 

March

جاهزون للاستجابة

ابتداءً من منتصف مارس، أصبحت الرعاية الصحية محطّ أنظار العالم وباتت أولوية بالنسبة للجميع، وذلك بسبب تداعيات جائحة كوفيد-19 وما فرضته من تحديات جديدة ومختلفة بطبيعتها سواء في دولة قطر أو في العالم بأسره. تزامنًا مع ذلك، دخلت التدابير الصحية الوقائية التي فرضتها الجهات الرسمية في جميع أنحاء الدولة حيّز التنفيذ، وانتقل التواصل بين الناس من العالم المحسوس إلى العالم الافتراضي. في ظلّ تلك الظروف، تمكنّت مؤسسة قطر من التكيّف مع الواقع الافتراضي الجديد، بسبب المرونة التي تعدّ جزءًا من ثقافتها، وقدرتها على التخطيط، وجاهزيتها، واستثمارها في التكنولوجيا، ما أسهم في انتقال مدارسها وجامعاتها بشكل سلسل إلى التعلّم عن بُعد، واستمرار الموظفين في القيام بمهامهم عن بُعد، مع حماية الطلاب من أيّ تأثيرات قد تطال العملية التعليمية، بالإضافة إلى ضمان استمرارية عمل المؤسسة. في هذا السياق أيضًا، قامت مؤسسة قطر بإغلاق أبواب مراكزها، وتم إلغاء الفعاليات والبرامج التي تتطلب حضورًا شخصيًا، لنؤكدّ مجدًدا أن صحة الناس ورفاههم تأتي في طليعة أولوياتنا.   

March

دعم قطاع الأعمال والمجتمع

قدّمت مؤسسة قطر دعمًا فوريًا لجميع مستأجري محلات البيع بالتجزئة التابعة للشركات الصغيرة والمتوسطة والمتعاقدة معها عبر إعفائهم من دفع الإيجار لمدة ستة أشهر مقبلة، وذلك لمساندتهم في مواجهة التحديات العالمية التي فرضتها جائحة كوفيد-19. كذلك، واصلت مؤسسة قطر توفير فرص التعلم الفريدة للأطفال داخل الدولة من خلال مبادرة "قطر تقرأ"، واستمرت في تقديم برنامجها الرائد "القراءة للعائلة" وتوزيع الحزم الشهرية على أعضائها. وفي ذلك مثال آخر على إيمان مؤسسة قطر بأهمية استمرار التعليم دون انقطاع أو توقف. على حدّ سواء، استضافت مبادرات مؤسسة قطر المختلفة كمؤتمر القمة العالمية للابتكار في الرعاية الصحية "ويش"، ومناظرات الدوحة، ندوات الكترونية سلّطت الضوء من خلالها على موضوعات مرتبطة بجائحة كوفيد-19، وتم تبادل وجهات النظر الطبية والأخلاقية والإسلامية في هذا الصدد، مع البحث في تأثير الجائحة على مفهوم الحوكمة في العالم.

March

رسالة هادفة

طوّر معهد قطر لبحوث الحوسبة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، نظام تتبع لحركة الأشخاص بناءً على بيانات الهاتف الخلوي. ساعد هذا النظام الجهات الصحية المختصة في دولة قطر على تتبع جهات الاتصال للمرضى المصابين خاصة في الأسابيع القليلة التي سبقت إطلاق تطبيق "احتراز". كذلك، طوّر المعهد مجموعة من التطبيقات والأدوات كنوع من الحلول لمعالجة تحدي كوفيد-19، تمثّل أحدها بجمع البيانات المتعلقة بالتباعد الاجتماعي وتقديمها للجهات المختصة في دولة قطر، ومن ثم توسّعت لوحة العدادات هذه لتشمل مدن أخرى مثل الكويت وبيروت وعمان ونيروبي ولاغوس وغيرها. 

بدورها، استخدمت أوركسترا قطر الفلهارمونية، قوة الموسيقى لتبعث رسالة إلى المجتمع بأهمية ملازمة الأفراد منازلهم والحاجة إلى مساندة الجميع لمواجهة أزمة تفشي كوفيد-19 من خلال عرضهم مقطع فيديو لهم في منازلهم وهم يعزفون الحركة الثانية من السمفونية التاسعة (العالم الجديد) لأنتونين دفورجاك، وذلك في صياغة معدّلة كمقطوعة بعنوان "العودة إلى الديار". 

March

من أجل قطر

بدأ المتطوعون في الاستجابة لنداء دولة قطر لمساعدة الكوادر الصحية التي تحارب وباء كوفيد-19. وقد خضعوا لتدريبهم الأوّل في مؤسسة قطر استعدادًا لأداء أدوارهم من أجل الحفاظ على بلادهم ومجتمعهم من هذا الوباء. وقد وفرت مؤسسة قطر مكان عقد الجلسة التدريبية الأولى للمتطوعين، وكان من بينهم نسرين بطاح التي علّقت على مشاركتها قائلة: "تواجه بلادنا والعالم فترة حرجة في الوقت الراهن، وقررت أن أتطوع بوقتي لمساعدة الحكومة ودولة قطر في محاربة هذا الوباء. لقد ولدت وترعرعت في هذا البلد الذي منحني الكثير، وأعتقد أن التطوع هو إحدى الطرق لرد الجميل لدولة قطر". 

March

عندما يُصبح التعليم ممتعًا

في ظلّ تفشّي جائحة كوفيد-19، اكتسبت عودة موسم جديد من المسلسل التلفزيوني "سراج" الذي أطلقته مؤسسة قطر في شهر مارس، والمرتكز على اللغة العربية أهمية جديدة وقيمة مضافة، حيث أسهم في تعزيز عملية التعلّم عن بُعد وسط تغييرات هائلة فرضتها الجائحة على طرق التعليم. يعتبر "سراج" برنامجًا تعليميًا ترفيهيًا ثلاثي الأبعاد مصمم لتحفيز الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2-8 سنوات على استكشاف اللغة العربية، وبناء مهارات القراءة والكتابة والحساب. تخلل الموسم الجديد خمسة عشر حلقة تناولت موضوعات متنوعة من العلوم والتاريخ والأخلاق والدين. في هذا السياق، قالت هيا الدوسري، معلمة في أكاديمية قطر – الدوحة، إحدى مدارس مؤسسة قطر :"تكمن أهمية برنامج سراج بأنهُ يساعد الطلاب على تعلّم اللغة العربية بأسلوب ممتع ومفيد، حيث يعد مصدرًا مهمًا ورئيسيًا فهو يحقق الأهداف التعليمية. في ظل الوضع الراهن، يُعدّ تفعيل التكنولوجيا جزء من العملية التعليمية". 

March

"سنخرج من هذه المحنة أقوى من ذي قبل"

بالتزامن مع تأقلم مؤسسة قطر كإحدى المؤسسات الرائدة في دولة قطر مع "وضعها الطبيعي الجديد"، وفي إطار المضي قدمًا بعزيمة وإصرار وتكاتف رغم تحديات العام 2020، قالت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع والرئيس التنفيذي للمؤسسة: "على الرغم من الظروف القاهرة التي نمرّ بها اليوم، إلَّا أننا مستعدون للتعامل معها، على قدر التحدي". وأضافت سعادتها: "في الحقيقة إن القصص التي أسمعها تطمئن القلب وتسره؛ معلمون ومعلمات يفكرون بطرق لإبقاء أبنائنا متقدين حماسًا لطلب العلم وتحصيله. فريقنا في مؤسسة قطر الذي يحرص على أن لا يتأثر مزودو خدماتنا الخارجية بما نمر به. علماء وباحثون يعرضون خدماتهم ودعمهم لتخطي هذا التحدي. كشعب، فقد أثبتنا في السنوات الماضية مدى مرونتنا وحكمتنا في المواقف الصعبة، لذا فأنا على يقين بأننا سنخرج من هذه المحنة أقوى من ذي قبل".