Qatar Foundation 2020: THE YEAR IN REVIEW

June

إرث التعلّم

ستكون استضافة دولة قطر للفعالية الرياضية الأكبر بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 –أكثر من مجرّد عرض للتميّز الرياضي؛ إذ ستترك إرثًا تاريخيًا طويل الأمد في قطر والمنطقة. في شهر يونيو، اتضح كيف سينعكس هذا الإرث في أرجاء مؤسسة قطر، مع إعلان دولة قطر عن جاهزية استاد المدينة التعليمية، ثالث الاستادات التي ستستضيف منافسات بطولة كأس العالم.  

يُعرف استاد المدينة التعليمية بـ "جوهرة الصحراء"، وتبلغ طاقته الاستيعابية 40 ألف مقعد، وقد تم تصميمه ليُجسد معايير الاستدامة الحقيقية، وليكون له دور مستقبلي بعد انتهاء البطولة. 

June

في صميم المجتمع

بعد الإعلان عن جاهزية استاد المدينة التعليمية، كشفت مؤسسة قطر أن اسم الاستاد الجديد سيكون له معنى أكبر في إطار الخطة الرامية لجعله إرثًا مستدامًا بعد انتهاء البطولة، إذ سيصبح مقرًا لمدرستين من مدارس مؤسسة قطر التقدميّة: "أكاديميتي" و"أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا"، المندرجتان تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، وسيضم جزء من الملعب مباني لكل مدرسة، بالإضافة إلى مبنى ثالث يجمع مرافق مجهزة للمدرستين. في هذا السياق، صرحت السيدة بثينة علي النعيمي، رئيس التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر قائلةً: "لطالما كان الهدف الأساسي لاستاد المدينة التعليمية هو أن يخلق إرثًا، وسوف يتضح هذا الهدف بعد انتهاء دوره في كأس العالم لكرة القدم، حيث سيكون مركزًا للتعلّم والإبداع والاستكشاف". 

تابعت: "سوف يكون لكل من "أكاديميتي" و"أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا" دور حيوي في هذا المكان، مما سيجعل استاد المدينة التعليمية جزءًا من المجتمع بعد نهاية كأس العالم. سيبدأ الطلاب الشباب باكتساب المهارات الحياتية التي تشكل حياتهم وتطويرها داخل المعلب، ليكونوا مثالاً حيًا لقيمته، وتأكيدًا على كونه أكثر من مجرد صرح رياضي مذهل". 

June

طموح الشباب

مع تطلّع العديد من الطلاب الحاليين والمستقبليين في مدارس مؤسسة قطر إلى مواصلة مسيرتهم التعليمية بالقرب من صرح رياضي كإستاد كأس العالم، يمضى آخرون قدمًا إلى المرحلة التالية من رحلتهم في عام 2020 انتهاء رحلتهم المدرسية وتخرجهم، بعد أن غرست سنوات الدراسة في نفوسهم  قيّم الإبداع والابتكار وحب الاستطلاع،  عززت مداركهم الثقافية وحثتهم على السعي الدائم نحو المعرفة. تخرج نحو 500 طالب من مدارس مؤسسة قطر في فصل الصيف، ومن ضمنهم رويدة منير، التي تخرجت من برنامج الجسر الأكاديمي بعمر 14 عامًا، وهو برنامج تأسيسي  يستهدف خريجي المرحلة الثانوية لإعدادهم للمرحلة الجامعية والقبول في الجامعات في قطر والعالم، لتصبح بذلك أصغر طالبة تتخرج من البرنامج. استطاعت رويدة أن تجتاز كلّ مراحل الدراسة حتى الصف السابع في غضون عامين فقط، وتقول: "كان زملائي يمازحونني ويقولون: لقد التحقتِ بالمدرسة بعد ولادتك على الفور!". تطمح رويدة الآن إلى التخصص في دراسة الطب والجينوم، وتقول أن هدفها هو "إيجاد علاجات وحلول للاضطرابات الجينية والوراثية، ومساعدة المجتمع". 

June

عقلية إيجابية

على الرغم من أن تفشي الجائحة حال دون احتفال خريجي دفعة عام 2020 من مدارس مؤسسة قطر بإنجازاتهم معًا، إلا أن ذلك لم يثبط عزيمتهم وحماسهم للمستقبل. تقول رهف إبراهيم المهندي، إحدى خريجات أكاديمية قطر– الخور هذا العام: " "متحمسة جدًا للمرحلة القادمة والتي أؤمن بأنها ستضيف لي الكثير وستكون فرصة جديدة لي لتجربة أمور أخرى لم أعشها من قبل". تضيف: "يجب أن نؤمن أن كل شيء يحدث لسبب ما. وعلى الرغم أننا لا يمكننا تجاهل ما يحدث والتصرف وكأن كل شيء على ما يرام، لا يزال يتعين علينا أن نكون متفائلين ونواصل السعي لتحقيق أهدافنا وأحلامنا". كما عبّرت زميلتها الدانة جبران العبدلي، خريجة أكاديمية قطر - الخور، عن الصمود التي تحلّى به الطلاب عبر مؤسسة قطر في مواجهة جائحة كوفيد-19، حيث قالت:" علينا التعايش مع هذا الوضع، ومحاولة النظر إلى الأمور بشكل إيجابي، بدلاً من الخوض في الماضي الذي لا يمكننا تغييره - لكن كما توصلنا إلى طرق بديلة للحفاظ على الحياة خلال فترة تفشي الوباء، يمكننا الاستمرار في القيام بذلك في المستقبل". 

June

تواصل عابر للحدود

اتضحت الجهود التي تبذلها مؤسسة قطر في سبيل مواصلة دفع عجلة الحياة والحفاظ على سلامة الأرواح، وذلك محليًا وفي الخارج على حدٍ سواء. من خلال تعاون مشترك بين مؤسسة قطر، ومؤسسة حمد الطبية، والسفارة الإيطالية في قطر، تم نقل عيّنات من بلازما دم المتعافين من فيروس كوفيد-19 من دولة قطر إلى إيطاليا وذلك للمساعدة في إمكانية تبيان طرق العلاج التي قد تنقذ حياة المصابين بهذا الوباء. وجاءت هذه الخطوة في إطار العلاقات طويلة الأمد بين قطر وإيطاليا وفي ظلّ التعاون العلمي المشترك بين البلدين، والذي أسفر عن نقل عيّنات بلازمات الدم من الدوحة إلى المستشفيات الإيطالية لتتم دراستها. على الرغم مما تحمله بلازما المتعافين من كوفيد-19 من أجسام مضادة غنيّة قادرة على محاربة الفيروس، إلا أن البيانات المتوفرة حاليًا في هذا الصدد لاتزال محدودة. يكمن الهدف من التعاون العلمي المشترك بين قطر وإيطاليا في إيجاد دليل على أن بلازما المتعافين من الفيروس تحتوي على مستويات كافية من الأجسام المضادة المحايدة لعلاج المصابين بفيروس كوفيد-19.تعليقًا على ذلك، قال الدكتور ريتشارد أوكيندي نائب رئيس البحوث والتطوير والابتكار في مؤسسة قطر: "إن التعاون بين الخبراء على المستويين المحلي والدولي لمواجهة التحديات المشتركة يعود بالنفع على العلوم والبحوث والتكنولوجيا وبالتالي على البشرية جمعاء". 

June

حلول محليّة

نجح سدرة للطب في تطوير طريقة بسيطة وسريعة لإجراء اختبار كوفيد-19 – وهي الطريقة الثانية التي قام بتطويرها في غضون أشهر – من أجل التصدي لنقص الإمدادات العالمي في لوازم اختبارات الفيروس، كما أنها تساعد في توسيع نطاق الاختبارات لأنها أقل تكلفة وتقدّم نتائج سريعة. في الوقت ذاته، كان لجامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، دور في حماية الأطفال حديثي الولادة من الإصابة بكوفيد-19، من خلال تصنيع أقنعة وجه للأطفال في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في مؤسسة حمد الطبية والمستشفى الكوبي في الدوحة. كانت الدكتورة مي القبيسي، الاستشاري والمدير الطبي لوحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في مؤسسة حمد الطبية، تبحث عن طرق لحماية الأطفال الرضع حديثي الولادة من الإصابة بالفيروس، وسرعان ما أدركت أن ما تبحث عنه قريب منها بالفعل، بدلاً من أن تلجأ إلى استيراد أقنعة الوقاية اللازمة من الخارج. وتقول: وتقول: "عندما فكرت لأول مرة في شراء أقنعة الوجه لحديثي الولادة، لم أتخيل للحظة أنني سأتمكن من تصنيعها في بلدي". وتضيف: "إنه لأمر رائع ما يمكن أن يحدث عندما يتكاتف الناس معًا لتحقيق غرض مشترك". 

June

مهارات حياتية

بالتعاون مع الشركاء من تركيا والمغرب ولبنان، استضافت كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر،  دورة "تصميم الوضع الطبيعي لمرحلة ما بعد انتهاء جائحة كوفيد-19"، وهي أول مدرسة صيفية افتراضية في المنطقة. تهدف هذه المدرسة الافتراضية إلى البحث عن حلول جديدة لمجموعة من القضايا التي أثارتها الجائحة، وتحديدًا تلك المتعلقة بأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وشهدت مشاركة 111 طالبًا ينتمون لأكثر من 20 دولة، قُسِموا إلى مجموعات لتطوير مشاريع قائمة على حلول التصميم بناءً على أهداف التنمية المستدامة المختارة. وبهذه المناسبة، صرَّح الدكتور إفرين توك، الأستاذ المشارك والعميد المساعد لمبادرات الإبداع والتقدم المجتمعي بكلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة، قائلًا:  "لقد أنشأنا هذا البرنامج لأننا أردنا أن يستخدم الطلاب المهارات التي طوروها في جميع جوانب حياتهم" مضيفًا: "ويمكن للطلاب استخدام المهارات التي تعلموها لإحداث تأثير كبير". تابع: "لا نريد أن يتوقف هذا البرنامج بعد هذه الأسابيع الأربعة، بل نرغب في أن يوظف الطلاب ما تعلموه خلال الدورة عندما يصبحون قادة في يوم من الأيام، ويتخذون قرارات تؤثر على مجتمعاتهم في جميع أنحاء العالم".  

June

استكشاف القصص وتقدير قيمة الأسرة

بفضل منحة بحثيّة من جامعة حمد بن خليفة، تمكّن أستاذان بجامعة نورثوسترن في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، من تطوير تطبيق لعبة يساعد المستخدمين في التعرّف على الأراض المعدية - وكيفية احتواءها. من خلال تطبيق "د. سارة: مخبر الأمراض"، سيتعرف المستخدمين على الدور الهام الذي يلعبه المحقق في مجال الاستخبارات الوبائية لفهم الأمراض المعدية، ووتبع المخالطين، وعالم العدوى المعقد، من خلال حل الألغاز بطريقة سردية تحاكي الواقع وتساعد في فهم التحديات التي تنشأ عن احتواء تفشي الأمراض المعدية. من جهته، ركّز معهد الدوحة الدولي للأسرة، عضو مؤسسة قطر، على دور الجائحة في تعزيز الترابط الأسري، وذلك من خلال ندوة رقمية حول "الأسرة والتحوّل الرقمي" نظمها مركز الدراسات الأسرية والبحث في القيم والقانون في المملكة المغربية، وعرضت نتائج الأبحاث التي تثبين الآثار الإيجابية لتجربة العمل عن بُعد. في هذا السياق، قالت الدكتورة شريفة نعمان العمادي، المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة: "هنا تتجلى قيمة الأسرة، وضرورة تدعيم أواصر المحبة والتلاحم بين أفرادها وتقدير الأجواء العائلية الحميمة". 

June

التزام بتحقيق الاكتشافات الجديدة

في حين أن كوفيد-19 يُعد تحديًا صحيًا جديدًا يواجه العالم، إلا أن مرض باركنسون شكّل عائقًا في حياة الأفراد على مدار عقود من الزمان. في شهر يونيو، تكثّفت المساعي الرامية لإيجاد العلاج المناعي ضد هذا المرض، حيث قدّم فريق من معهد قطر لبحوث الطب الحيوي التابع لجامعة حمد بن خليفة تقنية تشخيصية مبتكرة استُخدمت في سلسلة من التجارب السريرية في أوروبا. وقد ساهم خبراء في مجال الأمراض التنكسية العصبية من معهد قطر لبحوث الطب الحيوي بمعرفتهم وخبراتهم الواسعة للمساعدة في العمل على تقييم المؤشرات الحيوية لمرض باركنسون، وذلك بالتعاون مع شركة نمساوية متخصصة في إنتاج الأدوية الحيوية في المرحلة السريرية. من ضمن الخبراء المشاركين الدكتور عمر الأجنف، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الطب الحيوي، وصرح قائلاً: "يضطر ملايين الأشخاص حول العالم للتعامل مع هذه الحالات يوميًا، وتطوير مثل هذا العلاج غاية في الأهمية". وأضاف: "أظهر تفاني الباحثين في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي التزامنا بتمهيد الطريق لتحقيق ثورات علمية وإنجازات جديدة في مجال الطب، ومعالجة التحديات الرئيسية التي تواجه قطاع الرعاية الصحية في دولة قطر والعالم". 

June

من المختبر إلى العيادة

شهد شهر يونيو تحقيق مؤسسة قطر لإنجاز جديد في معالجة إحدى أكبر التحديات الصحية التي تواجه دولة قطر والعالم – داء السكري. أظهرت دراسة قادها باحثون إكلينيكيون من وايل كورنيل للطب – قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، لأوّل مرة إمكانية التعافي من النوع الثاني من السكري بين السكان المتحدّرين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. موّل الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي بمؤسسة قطر هذه الدراسة، وهي أوّل تجربة من نوعها في المنطقة انطوت على إدخال تغييرات مكثفة في أنماط الحياة اليومية، بل وأول تجربة إكلينيكية في مجال الرعاية الصحية الأولية بدولة قطر.أظهرت نتائج الدراسة تعافي ما يزيد على 60% من المشاركين من مرضى النوع الثاني من السكري بعد تدخلات مكثفة في نمط الحياة شملت تغيير النظام الغذائي والحركة البدنية والسلوكيات الحياتية. في هذا الصدد، قال الدكتور شهراد طاهري، أستاذ الطب في وايل كورنيل للطب – قطر: " تُظهر دراستنا أنه من الممكن تعافي المصابين بالنوع الثاني من السكري من الفئة العمرية الأصغر سنًا، مضيفًا: "بذلك يمكننا اليوم أن نأخذ بما خلصت إليه هذه الدراسة بغرض التطبيق عملياً في مستشفيات وعيادات قطر بما يحقق الفرق الملموس في حياة الإنسان".